recent
أخبار ساخنة

المكونات العراقية تنشطر على نفسها

الحرير/
كتب /محمد حنون
المتتبع للمشهد العراقي لايجد ادنى شك بان الجهات السياسية  في المشهد السياسي العراقي اغلبها انشطر على نفسه لاسباب تتعلق بالتسابق في الحصول على المغانم والمكاسب والمناصب التي تحولت بسبب التوافقات والتحاصص الى الاحزاب والكتل ولم تعد هذه الجهات تعمل بالمبادئ التي تعلن عنها في برامجها السياسية والتي كانت تدعيها لسنوات طويلة واخذت الكثير من اهتمامات المواطن الذي بدأ يدرك الحقيقة لانه عرف الجاني والمجني عليه والادلة الموضوعية .
المكون الاكبر الذي يجد نفسه متماسكا" ويمتلك قوة القرار ويطلب الطاعة من الجميع  تحول الان وبقدرة اجندة مختلفة تسعى لاضعافه كل جهاته السياسية بداعي (كلنا في الهوى سوى) الى اكثر من عشر كتل صغيرة بعد ان تحولت شخصياته الى توافقية مع الحكومة وممتعضة منها قد تتوجه مع دولة القانون في حين هناك من يقف على التل بأنتظار من يحسم نزال القوم .
في الجهة الاخرى لازال الصدريين على نفس القوام الذي انطلقوا منه وهم تواقين الى المنازلة والحصول على اكبر المقاعد في البرلمان المقبل بعد ان اصبحت تجربتهم في الاستراحة مفيدة لكل التوجهات السياسية رغم ان هناك من يلومهم على هذا التكتيك الغير مبرر بعد ان ابتلع خصومهم حتى العظام.
المكون الثاني (السني) يعيش هذه الايام اسوء مراحله التنظيمية وتفكك كتله القوية فبعد محاولة انهاء تقدم وضرب الحلبوسي وظهور العزم والحسم والصدارة والسيادة واخرها كتلة زياد الجنابي الا ان الضربات التي يواجهها سياسيين محسوبين على المكون قد تجعلهم اكثر الخاسرين مالم يلملموا جراحهم ويتركوا الارتماء في احضان الكتل الاخرى التي تحاول السيطرة على قرارات الكتل الصغيرة (ذات العشر نواب ) والتي انشقت من تقدم والسيادة بسبب احلام قد تذهب مهب الريح لاسباب تتعلق ببراعة ومناورة الحلبوسي وعلاقات الخنجر الخارجية والتي كانت سبب في عدم وقوعه بالفخ المرتقب وكأني انظر الى تلك الامال(اغضاض احلام).
بالجهة الثالثة الاكراد كان الاعتقاد السائد في البداية بأنهم بيضة القبان والواقف على التل ينتظر من يكسب الجوله والرهان ليكون معه من اجل الحصول على مكاسب احيانا تكون قومية واخرى مادية دون مبالات لما تكون عليه خسارة الكتل والمكونات الاخرى ، هم الان اكثر الخاسرين معنويا" وليس ماديا" بسبب قرارات حكومية منحتهم مايريدون من اموال كمرتبات لموظفيهم وما تحتاجه سياسة الاقليم في خطوة مرنة لاحتواء مشاكلهم مع الحكومات المتعاقبة نتيجة الخلل والعطب الذي واجه كل حواراتهم السابقة نتيجة عدم الادراك لاهمية الحوار والاعتماد على لغة الانفصال التي اعادتهم خطوات كبيرة للامام ومع مايحصلون عليه من دعم مادي إلا ان الخلافات الجانبية بين الحزبين الرئيسين فضلا" عن احزاب ناشئة اخرى تحاول بشكل جدي وبدعم من قوى في بغداد وضع العصا امام تطلعات عوائل حكمت لسنوات طويلة ومثلما موقف السنة والشيعة الذي يكتنفه الغموض وعدم الثقة فأن الاكراد يواجهون مشاكل جمة تبدأ من انفراط عقد الشراكة بين البرازانيين والطالبانيين وتحولهم الى كانتونات صغيرة ممكن التهامها بسهولة .
ويبقى السؤال من يقف مع من في التوافقات المقبلة خاصة وان المالكي لم ينتظر طويلا"وبدأ يلوح بالعصا الغليظة التي تقف حائلا" امام تطلعات البعض للانقضاض على المشهد السياسي الذي ازداد تعقيدا" مع توفر الفرص للحالمين ببدأ عصر جديد تنتهي فيه الاقطاعيات السابقة وشخصيات يرون فيها غير قادرة على قيادة متطلبات المرحلة  التي تتطلب شخصيات شابة من الدرجة الثانية تزيح اسماء مهمة في المشهد .
google-playkhamsatmostaqltradent