الحرير/
كتب / محمد حنون
منذ أيام بدأت الامتحانات العامة للدراسة المتوسطة بعد الانتهاء من الامتحانات العامة للدراسات الإبتدائية، وللحقيقة تعاني عدد كبير من عائلات الطلبة من مشكلات كثيرة سببها القلق الذي ينتاب هذه الأسر وتخوفها مما يحصل في طبيعة الأسئلة الامتحانية وطريقة تلقي أولادهم لمحتوياتها خاصة وأن نسباً كبيرة من الطلبة يعانون من طريقة عرض الأسئلة من جهة وتخوفهم من أداء هذه الامتحانات من جهة ثانية فضلاً عن تداعيات كثيرة تتعلق بالمنهج الدراسي ومسايرته لمناهج الآخرين حيث يشاع إلى صعوبة بعض المناهج وعدم تطابقها مع مدارك الطلبة نتيجة عدم وجود خطة دراسية موحدة وافتقار مستلزمات التدريس إلى جوانب تتعلق بالتجارب والخبرات والمختبرات وطرائق التدريس.
المتعارف عليه أن نظام الامتحانات في العراق ليس فقط قديما ولكنه أيضا لا يتمتع بالجودة اللازمة لتقييم أداء المتعلمين بشكل شامل حيث يختبر نظام الامتحانات في العراق ذاكرة الطلاب فقط فلا تقييم لهم في جميع جوانب التعلم، علاوة على ذلك، فإن الامتحانات تتأثر بقوى خارجية وداخلية تشجع الممارسات غير المشروعة مثل الغش مما اضطر وزارة التربية غلق شبكة الانترنيت خلال ساعات الامتحان واتخاذ اجراءات حازمة لحماية القاعات الامتحانية لكن هل هذا كافي لتكون الامتحانات العامة بمستوى متقدم تتيح للطالب اداء دوره بنجاح دون خوف او ترد من جهة وتجعل هذه الامتحانات وخطط التدريس والمناهج رصينة ومطابقة للتصنيف العالمي بالجهة الاخرى.
لنتحدث بموضوعية ونقول إن الأجواء المتوفرة للطلبة وفرصهم في النجاح ليس هي ذاتها للجميع فهناك من يعاني من انقطاع التيار الكهربائي وظروف اجتماعية وامنية واخرين من عدم تنفيذ خطة المنهاج الدراسي وضعف مستوى بعض الهيئات التدريسية في إيصال المادة الدراسية للطالب الامر الذي يضطر عائلات كثيرة الى الذهاب للتدريس الاهلي او الخصوصي في مراكز المدن لتجاوز هذه الاشكاليات، لكن مع ذلك فقد اثبتت التجربة فشل التعليم الأهلي أو الخصوصي في إصلاح المنظومة التربوية والحصول على معلومات تخدم الطلبة في تجاوز مشكلة الامتحانات التي أصبحت كابوساً يهدد العائلات ويثير قلقها نتيجة عدم وضوح الرؤوية بما تتضمنه الاسئلة الامتحانية التي للأسف ما زالت دون مستوى الطموح، وكان الأجدر أن يستفيد النظام التربوي من خبرات دول متقدمة سبقتنا كثيراً واصبحت الهوة كبيرة، حيث ما زال من يعد الأسئلة يعتقدون انهم ليسوا بقريبين على مشكلات المجتمع وتطلعات أبنائه .
نحتاج إلى معالجات جذرية وليس حلولاً ترقيعية في التصدي لمشكلات الامتحانات العامة في العراق، وأول الحلول إمكانية رفع حالة القلق التي تنتاب الطلبة وعائلاتهم نتيجة طبيعة الأسئلة وإجراءات تتطلب أن تكون شفافة وموضوعية وخالية من التعقيد والإرباك الذهني، كما نحتاج إلى تجاوز الحكمة التي تقول (في الامتحان يكرم المرء أو يهان) لأن التجربة والتطور الذي حصل في وسائل التعلم والتعليم يؤكد بمرور الأيام أن الامتحان أصبح حالة طبيعية تكتشف فيها المواهب والخبرات والمدارك، وليس هدفها تعطيل أعداد كبيرة من الطلبة يحجزون مقاعدهم للسنة الأخرى، وكأننا نخلق المشكلة ونطالب بالحلول رغم كون هذه الحلول لدينا القدرة على تجاوزها.