recent
أخبار ساخنة

كلام خطير : أزمة الهوية العربية

الحرير/
بقلم : كمال فتاح حيدر 
هل لاحظتم الهجمات البوليسية على أئمة المساجد وعلى رهبان الكنائس اثناء قيامهم بحملات التوعية المناصرة لغزة ؟. وهل لاحظتم كيف أنزلوهم بالقوة من المنابر ؟، وكيف أرغموهم على البقاء في بيوتهم وحرموهم من الاحتكاك بالناس ؟. لا شك انكم سمعتم بهجوم كلاب محمود عباس على منزل الشيخ المقدسي (يوسف مخارزة) بسبب مطالبته الأمة وجيوشها لنصرة فلسطين وغزة التي ظلت تتعرض حتى الآن للقتل والحرق والتهجير، فداهموا منزله في حي (أبو ديس) شرقي القدس، ولم يكن متواجدا فيه، فاعتدوا على أبنائه بالضرب والمطالبة باعتقال والدهم. تحت ذريعة الخطبة التي ألقاها بالجامع أمام المصلين، والتي اعتبروها بمثابة تعبئة وتحريض. ثم اعتقلته عصابات الشابك خارج المنزل، وارسلوه مقيداً إلى سجن (مجيدو) الإسرائيلي. حيث انهالوا عليه بالضرب المبرح وهو مكبل اليدين، وتركوه مرمياً على الأرض دون علاج. .
وهل لاحظتم تصاعد وتيرة الاحتفالات الصاخبة الماجنة في عموم البلاد العربية وبالتزامن مع حملات الإبادة الجماعية في غزة ؟. . 
أمامنا بضعة أيام أو بضعة أسابيع أو أشهر أو سنوات معدودات لندخل مرحلة جديدة من مراحل تغيير مفاهيم الانتماء والهوية، وتغيير المفاهيم الدينية (مسيحية - إسلامية، لا فرق). مفاهيم يصبح فيها المواطن العربي مهددا بعروبته، ويصبح فيها المتدين مهدداً بعقيدته الإسلامية أو المسيحية. وتصبح (الإبراهيمية) هي البديل بدعم من الحكومات العربية الموالية لأمريكا وأخواتها. وقد سبقتها تغيرات كبيرة وهائلة في مقررات التربية والتعليم ابتداء من رياض الأطفال وحتى الدراسات العليا في الجامعات. في حين دأبت الفضائيات العربية منذ سنوات على نشر ثقافة التسفيه والتفاهة وقلة الأدب. ولدينا الآن جوقة من مقدمي البرامج أخذوا على عاتقهم القيام بمهام التضليل والتدليس والتشويش على عقول الناس. .
يواجه المواطن العربي حيثما كان (من المحيط إلى الخليج) تحديات كبيرة وخطيرة تهدد هويته العربية، وترغمه على القبول بحزمة من البدائل الفرنسية والأمريكية والاسرائيلية. بدائل ترسم صورة الاستعمار الجديد بمفردات وبنود وقواعد جديدة تصادر حرياتنا وعقائدنا وتلغي تطلعاتنا في التحرر وفي تقرير المصير. .
سوف ينتشر الفكر الصهيونية في عموم المنطقة إن لم نبادر إلى مراجعة سياساتنا التربوية والثقافية، وإن لم نبادر لتحصين ولاءاتنا وانتماءاتنا. لقد تحول بعض الناس إلى قطعان تتحكم بها منصات التواصل، حتى بات من غير المستعبد تكاثر القطعان وتقسيم المنطقة إلى حظائر وإسطبلات ومزارع لتكاثر العجول. .
google-playkhamsatmostaqltradent