recent
أخبار ساخنة

الدولة الفاشلة؟ المفهوم والمعيار!

 


الحرير/

بقلم/ فؤاد سالم النافعي  

التعريف اللغوي للدولة في اللغة العربية: كلمة دولة مشتقة من الفعل "دال" ومعناه التغيير من حال إلى حال، ودال الزمان دولة أي انقلب من حال إلى حال، دالت له الدولة أي صارت إليه، ويقال دالت لنا الدولة أي كانت لنا الغلبة، والدولة.

إنّ الهدف من هذا المقال ، هو تسليط الضوء على مفهوم الدولة الفاشلة لكثرة تداوله في الوقت الحاضر من قبل سياسيين وإعلاميين ومحللين ومفكّرين وغيرهم، ولمعرفة الغاية الحقيقية من وراء تصنيف الدول الضعيفة والمغلوبة على أمرها بالفاشلة، إذ يُعتمد في التصنيف على مؤشّرات سياسيّة واقتصاديّة واجتماعية وعسكرية.

مفهوم الدولة يرجِع بالأساس إلى ما تُشكلهُ الدولة من فاعل محوري في إدارة العلاقات الدولية   فمن أهم وظائف السلطة السياسية وواجباتها؛ توفير السلع السياسية لمواطنيها (كتنظيم الحقوق والحريات المدنية، العناية الصحية والطبية، توفير بنى تحتية ذات كفاءة عالية، توفير نظام مؤسساتي إقتصادي ناجح يستطيع المواطنون من خلاله أن يسعوا إلى تحقيق أهدافهم ومشاريعهم؛ ولعل تحقيق الأمن والأمان في قمة هرم تراتبيّة السلع السياسية، الذي يضمن توفير والتمتّع بالسلع الأُخرى.

حدد  روبرت روتبرغ أربع فئات واسعة تشكل نمط المسار أو العملية الرئيسية لفشل الدولة بصرف النظر عن مفهومه لشبه الدول، وهي: الدول الضعيفة ,الدولة السائرة في طريق الفشل، الدول فاشلة، الدول منهارة.

ووفقا لبيتر والنستين فإن الدولة الفاشلة تعكس قدرة الدولة المعنية على توفير الخدمات الأساسية لكل أو أجزاء ووفق من السكان في كل أو في أجزاء من الدولة .

اعتبر المفكر الإصلاحي الإنكليزي جيرمي بنتام، أنّ ما يميّز الدولة عن سائر النظم الموجودة في المجتمع كنظام الأسرة مثلًا، هو أنّها مصدر القانون، وأساس وجودها عنده هو أنّها تضع القوانين بقصد الوصول بالمجتمع الى السعادة.

ويرى المفكر الهولندي غروسيوس، فقد اعتبر أنّ الدولة هي بمنزلة اتحاد كامل بين رجال أحرار بغية التمتّع بحماية القانون، والعمل على نشر الرخاء العام       

  في حين أشار "زارتمان Zartman " في دراسته حول الدول المنهارة، بأنها “تلك الدول التي لم تعد قادرة على القيام بوظائفها الأساسية” وضرب مثالاً على ذلك بالكونغو في الستينيات من القرن العشرين، وتشاد وغانا وأوغندا في أواخر ثمانينيات القرن نفسه، والصومال وليبيريا وإثيوبيا مع بداية تسعينيات القرن العشرين.

إن الحديث عن معايير لقياس مدى فشل الدول ضمن مؤشرات اقتصادية وسياسية واجتماعية وأمنية،

خصائص رئيسية للدول الفاشلة تمثلت بـ:

فقدان سيطرة الدولة على أراضيها أو جزء منها، أو فقدان إحتكار الإستخدام المشروع للقوة والسلطة داخل أراضيها.

تآكل السلطة الشرعية، لدرجة العجز عن إتخاذ قرارات موحدة.

الانحطاط الاقتصادي الحاد (الدخل القومي، وسعر الصرف، والميزان التجاري، ومعدلات الاستثمار، وتقييم العملة الوطنية، ومعدل النمو، والتوزيع، والشفافية والفساد، والتزامات الدولة المالية(.

عدم القدرة على توفير الخدمات العامة.

. الفرار الدائم والعشوائي للناس (هجرة العقول، وهجرة الطبقات المنتجة من الدولة، والاغتراب داخل المجتمع).

عدم القدرة على التفاعل مع الدول الأخرى كعضو كامل العضوية في المجتمع الدولي.

في النهايةً من الممكن القول أنه ليس هناك إجماع حقيقي حول تعريف "الدولة الفاشلة”، فمنهم من وضَّحَهُ بشرعية الحكم، ومنهم من حدده بقدر احتكار السلطة بيد الدولة وحدها على ما تملك ومنهم من أوعزه بقدرة الدولة على توفير السلع السياسية للمواطنين، فلكل دولة فاشلة طريقتها في الفشل.

google-playkhamsatmostaqltradent