recent
أخبار ساخنة

حرائق الغلال : مؤامرة أم صدفة ؟

الحرير/
بقلم : د. كمال فتاح حيدر 
فوجئ العالم باندلاع سلسلة متوالية ومتزامنة من حرائق الغلال في معظم الصوامع المينائية. جاءت كلها بشكل انفجارات غير متوقعة في أماكن متفرقة، استهدفت مخازن الحبوب والمحاصيل الغذائية في أوكرانيا وتركيا والبرازيل وفرنسا، وربما في أماكن أخرى بما لا يترك المجال لاحتمالات الاهمال والخطأ في الالتزام بإجراءات السلامة. وليس لدينا أدنى شك بأن تلك الحوادث كانت مدبرة ومقصودة مع سبق الإصرار والترصد. .
فقد وقع انفجار الصوامع في مينائين اوكرانيين (اسماعيل وأوديسا) بهجوم روسي بطائرات مسيرة ضمن نطاق الغارات المينائية المتبادلة بين الطرفين. .
ويزعم الاتراك ان انفجار صوامع الحبوب في ميناء (ديرينس) كان بسبب ضغط الغبار اثناء نقل القمح من سفينة إلى الصوامع. .
وفي فرنسا نشبت النيران في أربع صوامع للحبوب بالقرب من ميناء (لا روشيل). وكانت الشرارة الأولى في حزام تحميل الحبوب داخل احدى الصوامع، ثم امتد الحريق إلى ثلاث صوامع مجاورة. .
ووقع أنفجار رابع فى صوامع الحبوب التابعة لمدينة (بالوتينا)، على بعد 600 كيلومترا من (كوريتيبا)، عاصمة ولاية بارانا، التى تُعد من أكبر الولايات المنتجة للحبوب فى البرازيل من دون ذكر حيثيات الحريق. .
تعددت الاسباب والنتيجة واحدة. وتباينت بين صواريخ موجهة، وطائرات حربية مسيرة، وغبار منفجر، وحزام ناقل يحترق. وعوامل اخرى مسكوت عنها وغير معلنة. .
ولما كانت صوامع الحبوب هي الهدف، وهي القاسم المشترك في تركيا وأوكرانيا وفرنسا والبرازيل. فان الشعوب الفقيرة هي الضحية، لأنها وحدها التي ستعاني من حملات التجويع، وحملات حرمانها من لقمة العيش. .
يعاني أكثر من 200 مليون شخص في العالم جوعا شديدا بحسب الأمم المتحدة التي تخشى هبوب زوابع مجاعة محتملة جرّاء الاضرار التي لحقت بالصوامع، وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل حاد. فالقمح يأكله الجميع، لكن لا يستطيع الجميع إنتاجه وتخزينه. . 
فعندما تتهور القوى العظمى، ويعتمق العداء فيما بينها، تدفعها النذالة الى ارتكاب الانتهاكات الانسانية، فيتحول القمح إلى سلاح فتاك. .
google-playkhamsatmostaqltradent