الحرير/
بقلم/سامي التميمي
هناك الكثير من المعتوهين والأغبياء والحاقدين ، يحاولون عبثاً صب نار غضبهم وحقدهم ، بأتجاه ممن يختلفون معهم في الدين والعقيدة والمذهب والفكر والأتجاه ، وهؤلاء دائماً مايضعون أنفسهم في مأزق من الأحراجات والعار ، بسبب عدم النضج الفكري والثقافي والديني والأخلاقي .
الكتب السماوية لم يكتبها الأنبياء والرسل ، والرسالات السماوية ، لم تأتي من فراغ ، ولم يرسلها ملك ، ولارئيس جمهورية ، ولارئيس وزراء ، ولا شيخ لقبيلة ، هذه كتب ورسالات سماوية منزلة من ( الله ) جل جلاله ، خالق الكون .
الكتب السماوية حينما يقرأها الواعي والمثقف ، مهما كان دينه وأتجاهه وميوله ، ليس كما يقرأها الانسان البسيط ذو الثقافةوالعلم المحدود ، هي دستور كامل وشامل وتعاليم وفكر وحكم ورؤي وقصص ومفاهيم للحياة الرشيدة الطيبة .
والله سبحانه وتعالى ، لم يجبرنا على شئ ما وهو قادر ، ولكن يرشدنا الى الطريق الصحيح للخلاص من العبودية والفساد والظلم والأنحراف والإستهتار .
حينما تقرأ قصص الأنبياء والأقوام والملوك والأمراء والشيوخ والقبائل والجماعات والحضارات التي سكنت وحكمت الأرض منذ خلقها ولحد الأن، تصاب بالرعب والذهول والحزن والعجب .
وهذا الظلم والإستهتار والفساد والسرقات ، لم يأتي من فراغ ، بل كان من صنع الأنسان ، من طمعه ، وجهله ، من حقده ، ونفاقه ، من عدم أتباعه تعاليم الله وكتبه ورسله .
وتلك هي الحكمة ، علينا التعلم والتفكر والتدبر .
قال الله في كتابه العزيز القرآن الكريم .
(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) .
القرآن الكريم ، هو ليس مجرد كتاب من ورق وأنتهى الأمر ، هو محفوظ قبل كل شئ من الله.جل جلاله .
كما جاء في كتاب الله العزيز .
( إِنّٰا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنّٰا لَهُ لَحٰافِظُونَ ) .
هو محفوظ في ذاكرة أول الناس ممن آمنوا بالرسول محمد ص ، وأنتشر حفظه وقراءته وكتابته ومن ثم جمعه في مصحف وتنقيطه وتنظيمه وتجليده ، هو محفوظ في ذاكرة وضمير وقلب 2 مليار مسلم والعدد في تزايد مستمر .
لم يجبرهم أحد على أقتناءه أو قراءته أو دراسته أو حفظه أو التبرك به ، بل هي قناعة وأيمان .
نعم هناك من يحاول عبثاً من المسلمين أو غيرهم ، في تفسير وتأويل آياته طبقاً لمصالحه وأجنداته ، فمثلاً يقتطع جزأً من الأية لبقنع بعض الجهلة ويسير بهم في الإتجاه الخاطئ والمنحرف والدموي والحاقد ، مثلما حدث مع عصابات تنظيم القاعدة ومجرمي ( داع …ش ) . الذين أباحوا وإستباحوا الأرض والعرض وسفكوا الدماء وشردوا الناس ، ولكن هؤلاء لايمثلون الإسلام الحقيقي ، وهولاء مبتذلون ، وتمت تصفيتهم ومحاربتهم بقوة من قبل المسلمين والمؤمنون بكتاب الله ورسله . في كل بقاع الأرض وكان أولها الأرض العربية .
ليس هناك في قاموس الأسلام الحقيقي ، أجبار في الأعتناق للأسلام ، وأساءة للأديان والرسل والأنبياء والأولياء الصالحين ، ولا لمعتقداتهم ولأديانهم ولثقافاتهم وأفكارهم ، مادامت لاتتعارض مع فكر الله وروح الله وتعاليمه وقيمه .
كما جاء في كتاب الله القرآن الكريم .
( لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ )
وكذلك في أية أخرى :
﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) .