recent
أخبار ساخنة

الرابح الأول في الحرب الاوكرانية

الحرير/
بقلم : د. كمال فتاح حيدر 
بات واضحاً للعيان ان روسيا تعتمد على الصين في حربها الطويلة على الأرض الاوكرانية، وذلك في مواجهتها للدعم اللامحدود الذي يقدمه حلف النيتو. في حين اختارت الصين لنفسها مكاناً آمناً خارج براكين الصراع الدموي المتفجر هناك. .
لقد وصلت الحرب في أوكرانيا إلى مأزق دموي لا تلوح في أفقه بوادر السلام. وبات من المؤكد اننا سنشهد المزيد من الدمار وإراقة الدماء بعد مرور اكثر من عام على هذه الحرب الطاحنة من دون ان تُحسم النتيجة لصالح هذا الطرف أو ذاك، باستثناء الصين التي سنأتي على ذكرها بعد قليل. . 
لقد وقفت الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى جانب أوكرانيا، ومنحتها أكثر من 75 مليار دولار على دفعات إنسانية ومالية وعسكرية. وزودتها بأنظمة الأسلحة المتفوقة، بضمنها نظام الدفاع الجوي باتريوت، ودبابات M1A1 و A2 Abrams. وقدم الأوروبيون مساعدات سخية لأوكرانيا في مجالات شتى، ناهيك عن تبنيهم لتشريعات ستوفر لأوكرانيا دعماً ماليا بقيمة 18 مليار يورو خلال هذا العام. ولكن - وعلى الرغم من هذا الدعم المتواصل لا توجد اية مكاسب حربية ضد روسيا، ولا أمل في الانتصار عليها. حيث استطاعت موسكو ان تقف بحزم بوجه العقوبات الغربية، وليس لها من يساندها سوى كوريا الشمالية وإيران والصين التي أصبحت الداعم الأقوى لها بكل المقاييس. .
وبالتالي فأن الخاسر الأكبر هو أوكرانيا نفسها على الرغم من صمودها. اما الآن فقد أعلنت روسيا عن خطتها لنشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا في خطوة من شأنها أن تشكل تهديداً حقيقياً قد ينسف وجود اوكرانيا. .
ختاماً فأن الدولة الأولى التي ربحت من هذا الصراع الدموي هي الصين، التي تنظر الآن بعين الشماتة على فشل مخططات الولايات المتحدة في العبث بشؤون الشرق الأوسط على مدى العقدين الماضيين، وهي الآن تكرر الأخطاء نفسها عندما ورطت نفسها في حرب استنزافية طويلة الأمد على الأرض الاوكرانية، وليست فيها أي فرصة للفوز، في حين أنفقت الصين إنفاقاً سخياً على جيشها، وعلى تحديث قواتها الجوية والبرية، وتوسيع قواعدها البحرية في شرق آسيا لمواجهة الوجود البحري الأمريكي هناك، واستمرت في تحديث مخزونها النووي الاستراتيجي والتكتيكي وأنظمة الذكاء الاصطناعي. .
يدرك الصينيون أن الغزوات الأمريكية المستمرة والمكلفة في الخارج لن تؤدي إلا إلى قلب ميزان القوى أكثر فأكثر لصالح بكين. فقد استفادت الصين إلى أبعد الحدود من حرب أوكرانيا، فعززت علاقاتها الاقتصادية مع روسيا، ومن المستبعد أنها ستزودها بالأسلحة والذخيرة في المستقبل القريب. .
وسوف نتناول في مقالة اخرى الرابح الثاني في هذه الحرب. . .
google-playkhamsatmostaqltradent