recent
أخبار ساخنة

صحفي وصحافة .. فارق مادي ومعنوي !

الحرير/
بقلم/حسين الذكر
قريبا تحتفل الأوساط الصحفية العراقية كما هي العادة في كل سنة منتصف حزيران بالعيد الصحفي كتقليد اعتاد عليه رجال الصحافة واسرتهم الصحفية المتمثلة بنقابة الصحفيين منذ سنوات وعقود .. متخذين تاريخ صدور العدد الأول من جريدة الزوراء كاول صحيفة رسمية ورقية في العراق ابان العهد العثماني في 15 – حزيران – 1869 . 
اذ تعيش وتعاني الصحافة عامة والورقية منها خاصة اسوء مراحل تاريخها طول قرون من العمر بعد ان ضربت قواعد العمل التقليدية بمقتل جراء التطورات التقنية الحديثة سيما تلك المتمثلة بتزاوج صناعة الكومبيوتر والانترنيت الذي توالد مخاضه الفيس بوك وبقية مواقع التواصل الشخصي ... التي إزاحة صاحبة الجلالة من موقعها المجتمعي المعتاد كسلطة رابعة .. بصورة سلبتها صفة ممثلة الراي العام .. بعد ان نجح الانترنيت الاستحواذ على جمهورها المعتاد الذين اصبحوا يستقون اخبارهم - سيما المستعجلة منها - عبر وسائل التواصل المنتشرة والصفحات الشخصية التي تتمتع بميزات لم تعد تملكها الصحافة الورقة وغير قادرة على مجاراتها من قبيل السرعة والتعزيز بالصور والصوت الحي فضلا عن زهد التكاليف نقلا ونشرا وفاعلية تعاطي شخصي وعام .. 
بعض الدول المتحضرة لجات الى أساليب عدة كبديل حتمي لانقراض الورقية .. وتهيئة الأسباب والمقومات التي تجعل - فعلا – من البديل الالكتروني يتمتع بمقومات تسهل مهام التواصل مع الراي العام  وجذبهم ..
عقم إدارة الملف الإعلامي والصحفي العراقي جعل من الورقية تصاب بشلل تام اخسرها قواعدها ومتابعيها ممن كانوا بالملايين فيما انحسرت كمية طبع الصحيفة بشكل ملفت حد الخجل .. كما انعكس هذا القحط على العاملين فيه ممن لم يعد بامكان الإدارات منحهم رواتب او مكافئات الا بحالات محدودة ونادرة كما يحدث في الصحف والاصدارات شبه الحكومية ..
نحن صحفيوا العراق وفيما ننتظر الاحتفال الرسمي بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا برغم كل ظروفنا الصعبة التي نعيشها في يومياتنا المتعبة و( المفلسة ) الا اننا ننتظر نقطتين أساسية :- 
الأولى : ( تشمل الإجراءات الحكومية الخاصة بمنحة الصحفيين التشجيعية السنوية وضرورة تطويرها بشكل آلي ثابت وبمبلغ يفي بالغرض ويليق بشرف ورفعة المهنة وثم ضرورة تدقيق وتشذيب الأسماء بشكل يؤدي الى استحقاق عادل في التوزيع ) . 
والثانية : ( تخص الجهات القطاعية والمهنية والنقابية الصحفية ... واهمية البحث عن مخارج وحلول ناجعة تتناسب مع تطورات العمل الصحفي والارتقاء به للمستوى العالمي المتحضر وبما يمنحه القدرة لتحقيق اهداف وفلسفة الدولة وخدمة المجتمع والخروج من ربقة الشكل والروتين المميت ) .
google-playkhamsatmostaqltradent