recent
أخبار ساخنة

البصرة تفقد ذاكرتها الأدبية / الجزء الثالث

الحرير/
بقلم : د. كمال فتاح حيدر 
حتى تكتمل صورة إبداعات الأديب البصري الكبير الدكتور ذياب الطائي لابد من مواصلة استعراض رواياته الاخرى. والتي نذكر منها:- 
- رواية بعنوان (حكاية السيدة داني). صدرت عن مكتبة الطليعة العلمية في الأردن عام 2015. كتب عنها الأديب البصري الراحل جاسم المطير مقالة في صحيفة الصباح الجديد. جاء فيها: (يحقق الدكتور ذياب الطائي بهذه الرواية قفزة حقيقية في أدب المهجر. يتابع فيها طريقة حديث [ بيتر ] واسلوب حياته، ويتعمق في كشف معاناة عائلة هولندية من الاحتلال النازي، كاشفاً أعماق ما في قلوب الناس، وما صار عليه الفكر الإنساني على شواطئ الجزء الهولندي من نهر الراين، الذي يقود إلى التفكير بالموت، كما لو كان إحساسه عن التاريخ العراقي، وهو يكتب عن التفكير بالموت على ضفاف دجلة المحتلة في كثير من واقع حياتها الأزلية). .
تضعك هذه الرواية أمام حزمة من التحديات حين تلتهب العواطف في المزرعة الهولندية وانتهاء بالثورة الانفتاحية، التي اجتاحت المجتمع. عندما استطاع الأوربيون التعبير عن حريتهم وخطواتهم ليقطفوا ثمار شجرة الحرية. . 
لقد رسمت الرواية تفصيلاً جميلاً للرؤية العربية للمهجر الغربي. وأدرك الطائي فرصته في ركوب قطار الادب العراقي في المهجر بقدرة إبداعية ولغوية محلقة في سماء روايته لاستكشاف العوالم المخفية. .
- رواية بعنوان (ظل بلا ضوء) صدرت عام 2017 في بغداد. اعتمد في كتابتها على مخزون ذكرياته منذ أول مظاهرة شارك فيها في بعقوبة عام 1948 حين اجتاح طلاب دار المعلمين الريفية شوارع المدينة، وهم يهتفون بسقوط الدولة الصهيونية وبالنصر لفلسطين. فخرج مع طلاب مدرسته الابتدائية يهتف معهم. وحين سأل زميله: (شنو يعني فلسطين ؟). أجابه: ما أعرف !!. .
تابع الطائي الحراك السياسي بكل تقلباته وصولاً إلى 8 شباط 1963. وكان يدرك ضرورة عدم وقوع عملية السرد في التصوير التاريخي، فنجح في توظيف التاريخ تحت اشتراطات عملية السرد الروائي، كما عمد إلى التنويع في شخوص الساردين. .
- رواية بعنوان (دائرة النسيان) صدرت عام 2019 عن مطبعة الطليعة العلمية، وفازت بالجائزة الثالثة في مسابقة الإبداع الروائي في العراق لعام 2008، لكنه تأخر في طباعتها حتى عام 2019، فعلى الرغم من صغرها من حيث مساحة السرد إلا انها أكثر رواياته صعوبة في المتابعة والتحليل. لأنها لم تخضع للسرد الكلاسيكي، وتدور حول بعض سلوكيات الرئيس السابق، وكانت أقرب إلى العجائبية السحرية. وفي لقاء مع الدكتور هيثم الزبيدي أصر على أنها أفضل روايات الطائي من حيث التنوع في عمليات الانتقال، ومن حيث اسلوبها الساخر. .
- رواية بعنوان (حديث في الممكن) صدرت عام 2014 عن دار امل الجديدة في دمشق. وهي نوع من الفانتزيا، فقد تصورت (قبل دخول داعش المدن العراقية) ان الامريكان وبسبب الاحباط من الطبقة السياسية التي جاءت بها هي، انهم سيسمحون لداعش باستلام السلطة في العراق، وهنا تعالج الرواية أحوال العراق تحت حكم الدواعش. وقد كتب عنها الأستاذ جاسم المطير أيضاً في جريدة الصباح الجديد مقالة جاء فيها: (تتقدم هذه الرواية ببناء كبير القيمة في تناول الواقع العراقي، ليس عن طريق استعمال الأسطورة في عصر يبدو أسطورياً، بل زامن مؤلفها ظروف التداعي الأسطوري في زمن من أزمنة أوضاع أسطورية مرت أخيراً على النظام الاجتماعي ببلاد الرافدين حين ساد الاغتراب فيها بعد تغيير عام 2003، وحين جاءت أوضاع جديدة مخلوقة باكتئاب العنف وبعوارض الغضب، الذي ساد في متناقضة ومتنافسة بين مجموعات أفلتوا وجودهم الذاتي المسلح، وبين أناس يشعرون بالعجز الأقصى لتغيير الحياة، أو خلق التطابق بين رمز الرواية وواقعها في عالم فارغ من إرادة صنع الحياة الجديدة الحالمة بخلوها من الاستبداد والقهر، لكنها أوجدت، بانفرادها صوراً بشعة توحشت فيها الحياة الواقعية. كل شيء متأرجح وغير مستقر في حياة العراقيين. لم يكف الطائي في متابعة دقيقة مكثفة عن طبيعة الأحداث ومداخلة وجودها بين الناس، وتواصله بأفق غير مألوف في التجربة الروائية العراقية حين يكون أبطال روايته مغمورين بمدن وشوارع رمادية، وفي أنفاق لا ضوء داخلها، أو في نهاياتها، مما جعله متمكناً من تأصيل الفن الروائي العراقي في مرحلة ضبابية لا أفق لها. لم يكن قصد الطائي في هذه الرواية أن يضع أمام قرائه صوراً من الواقع في تتابع أحداث روايته، بل أراد أن يعيش القراء قسوة هذه الأحداث). .
وللحديث بقية. .
google-playkhamsatmostaqltradent