recent
أخبار ساخنة

التعليم والبحث العلمي هما الوجه الآخر للأمن والإستقرار

الحرير/
بقلم/د.محمد العبادي
إنّ سبب التطور في كثير من بلدان العالم ليس بكثرة السلاح والجيوش؛وإنّما بسبب إهتمامهم بالتعليم والبحث العلمي ،وإصدار التشريعات والأنظمة اللازمة لذلك ،وتطبيق تلك التشريعات على أفضل وجه .
في مرّة دعيت للحضور إلى أحد المؤتمرات العلمية ،وبقيت ثلاثة أيام في ضيافة القيمين عليه ،لكن ما لفت نظري في حينها هو ان حجم الإنفاق على شكليات المؤتمر ،وتوفير وسائل الراحة كان أكثر من إنفاقهم على أصل البحوث وتقديرها .كما ان جميع نفقات ذلك المؤتمر ربما لاتساوي راتب يوماً أو يومين من لاعب كرة قدم مشهور مثل رونالدو أو محمد صلاح !!!. إنّه إنفاق على لوازم إقامة المؤتمر ،وليس على البحث العلمي نفسه .! ويريدون بحوثاً جدية وأصيلة بلا إنفاق على تقدير جودتها ،ولم يلتفتوا إلى أن الدول التي تطور فيها البحث العلمي ترفع شعار:( إنّ الإنجاز يأتي بالتمويل ،والتمويل يأتي بالإنجاز).
إنّ مشاكلنا في التعليم ،وعملية تطويره ليست مشاكل مستحدثة ؛بل هي مشاكل تراكمية لم نتجاوزها بعد؛فمثلاً لازلنا نشاهد تحديد التعليم بكتاب مدرسي أو بالحصول على علامة إمتحان جيدة في حين أن الموضوع يتعدى ذلك .
واحدة من مشاكلنا أيضاً تكمن في تسييس التعليم ،وأظن أن الأمثلة كثيرة في هذا الموضوع ،لكن من المفارقات أن نتحدث في الإعلام عن العدالة ويكون التعيين والتوظيف على أساس الولاء والإنتماء لا على أساس الكفاءة والخبرة.
   إنّ عدم حل مشكلات التعليم يؤدي إلى ظهور مشاكل جديدة ؛وبالفعل فقد ظهرت مشاكل جديدة مثل مشكلة التعليم للتجارة ،ومشكلة الحصول على البحوث والشهادات (بالبرشوت)،ومشكلة عدم توافق مخرجات التعليم مع حاجتنا وهو ما أسميه بالتعليم الترفي .
إنّ التعليم لايتطور تطوراً أعمى ،ويتطلب النهوض به  تخصيص نسبة من الإنفاق أو من الميزانية عليه.ألا يسترعي الإنتباه أن لدينا عشرات الجامعات ويتخرج منها سنوياً آلاف الطلاب لايملكون حرفة ويبحثون عن وظيفة؟! ألا يسترعي الإنتباه أن المعرفة التي تنتجها جامعتنا هي معرفة ترفية بمعنى أن جامعاتنا لاتستطيع  تحويل المعرفة إلى تكنولوجيا، وبالمناسبة في إيران عملوا على تحويل المعرفة إلى تكنولوجيا ،وأغلب العاملين في صناعة السيارات والطائرات والقطارات وسكك الحديد وغيرها هم من خريجي جامعاتها، وعنصر الليثيوم الذي أكتشف أخيراً في محافظة همدان بكميات كبيرة إكتشفه طلاب من قسمي المعادن والجيولوجيا. 
ان واحداً من أمنع الحصون في بلادنا هو التعليم والبحث العلمي ،وهما قلعة الأمن والإستقرار فيه ،ولا أظن أن القرارات المستعجلة تؤسس لبنية وبيئة علمية رصينة، ومن الضروري أن توضع خطة علمية جامعة في الشؤون الإدارية والعلمية والإنسانية تؤدي إلى التشبيك العلمي والتكنولوجي في البلد .
google-playkhamsatmostaqltradent