recent
أخبار ساخنة

دولة إسلامية عملتها كاثوليكية

الحرير/
بقلم : كمال فتاح حيدر 
من يبحث في مكتبة الفاتيكان سيعثر بين صفحات مخطوطاتها العتيقة على معلومات تشيب لها رؤوس الرضعان، لكن تلك المعلومات، وعلى الرغم من أهميتها، ظلت مخفية عن أنظار معظم المؤرخين حتى يومنا هذا. وبخاصة المعلومات المرتبطة بمؤسس الدولة الأموية في الشام. وربما يصاب القارئ بصدمة عنيفة عندما يرى العملة المعدنية الأولى في الدولة الأموية، وهي تحمل الصلبان. وتجدون نماذج منها على الموقع:-
https://www.biddr.com/auctions/leu/browse?a=455&l=460067
وقد وقعت بيدي دراستان حول هذا الموضوع:-
الأولى تحمل عنوان: Notes on Two Arab-Byzantine Coin Types from Seventh Century Syria، وهي من إعداد كل من: 
NIKOLAUS SCHINDEL and WOLFGANG HAHN
- والثانية تحمل عنوان: A Syrian Coinage of Mu awiya
وهي من إعداد Clive Foss
وجميع هذه الدراسات موجودة الآن على الشبكة الدولية بصيغة PDF. ويتضح منها ان العملة الشائعة في زمن معاوية هي العملة العربيه البيزنطينية (Arab-Byzantine)، وهي ذات نقوش كاثوليكية صريحة. .
تذكر المراجع أيضاً: ان السياسي البيزنطي سرجون (Sarjun) كان مستشاراً لمعاوية، وقد ورد اسمه في بعض المراجع بالاسم: (Sergius)، وظل هذا الرجل يتمتع بمنزلة رفيعة في القصر الأموي حتى زمن يزيد، وكانت أسرة (سرجون أو سيرجيوس) تمثل الحلقة السياسية المباشرة والقوية بين الامويين والبيزنطيين، وذلك بالتناوب مع اسرة باتريكوس (Patricius)، وتكشف النصوص القديمة بشكل لا لبس فيه أن حكومة معاوية اعتمدت على العملة الذهبية البيزنطية في معاملاتها التجارية، وهي عملة تؤطرها النقوش الكاثوليكية، وكان الأمويون يسمحون بتداول عملات بيزنطينية أخرى تحمل أسم (Constantinople) حتى عام 668 للميلاد. وتشير الحفريات إلى كنز مدفون في منطقة حماة بعد عام 658 بفترة وجيزة تظهر فيه العملات المعدنية البيزنطية التي تم العثور عليها في سوريا، والتي لم تكن عينات عشوائية، وإنما كانت تمثل سياسة مالية أموية رسمية، وتحمل الحرف M الكبير، وقد ضُربت معظمها في دمشق وحمص وربما في طبريا، وتشكل رابطاً بين البرونز البيزنطي وتقليده العربي ذو الطابع الكاثوليكي، الذي ظل يحمل الشعارات البيزنطية نفسها على إمتداد حقبة معاوية. يقول (بالمر): أن معاوية كان يرفض تداول العملات التي لا تحمل رمز الصليب. أنظر: (A. PALMER, The Seventh Century in the West-Syrian Chronicles, Liverpool, 1993, p. 31f).
ختاماً نقول: في المتاحف العالمية الآن عملات كثيرة عليها نقوش كاثوليكية وصلبان تعود لحكومة معاوية، لكن بعض المشككين يزعمون انها عملات غير رسمية، أو انها مجهولة المصدر، وبالتالي فان الوقوف على الحقيقة يستدعي التحلي بروح التحليل المحايد، ويستدعي التسلح بالتقنيات الاركيولوجية الحديثة في فحص المسكوكات الكاثوليكية التى وجد عليها اسم معاوية. . .
وللحديث بقية. .
google-playkhamsatmostaqltradent