الحرير/
بقلم/ رنا عبد الحليم صميدع الزيادي
كان لامي رحمها معلم خاص من طراز استثنائي عوضها عن ضريبة جمالها التي حرمتها من دخول المدرسة ومحو الامية كونها ابنة شيخ عشيرة في بيئة ريفية النساء الجميلات فيها مبتليات بالتشدد العشائري اكثر .. هذا المعلم هو الشيخ يوسف بن صائغ الذهب طه محمد البياتي خال امها وابيها شيخ يوسف اكثر شخصية عشقتها انا وتمنيت لو طال عمره لالتقيه واحظى بتعليمه واساله عن الكتب التي كان بارع في فك شفراتها فعلما يبدو ان الشيخ كان عالما بعلم الحروف وهو علم راقي جدا فقد رحل شيخ يوسف عن عالمنا سنة ١٩٦٧ ودفن بالنجف خلف الكراج الواقع خلف المصرف الزراعي كانت امي تلميذته النجيبة والمشاكسة شاكسته بطفولتها ودرسها بصباها وشبابها القران والسيرة النبوية ومن جملة ما حدثها عن اخر الزمان والمهدي قال لها ستدركون عصر النور واتمنى ان لا ادركه وهي عبارة بحد ذاتها بليغة كيف لهذا الرجل العالم ان يتمنى ان لا يدرك عصر التطور الحضاري والحداثة بالعلوم والتكنولوجيا التي نعيشها اليوم مع ما وفرته لنا من راحة وعن المهدي قال له سيخرج عندما يبقى ربع المسكون و عندما لا يبقى الا السيف ..وهي عبارة تدل على ان ظهور المهدي سياتي بعد نهاية عصر النور عصر التطور الحضاري وهذا لا يتم الا بعد حرب نووية او كارثة كونية ولهذا نجد ان بعض الامم ككوريا الشمالية تخاف من ان تترك نفسها في فجوة بين العالم القديم والعالم المتطور فبالرغم من بلوغها قمة التطور وصناعة القنابل النووية والذرية والكهرومغناطيسية الا انها حافظت على حياة وصفتها امريكا بالسخرية بانها شبه بدائية في محاولة للتنكيل بان كيم ايل سونغ يجبر شعبه الكوري الشمالي على البقاء بعصور القرن التاسع عشر اي عصر قريب من الزراعة اكثر من الصناعة ولو امعنا النظر لوجدنا انه كلما زاد التطور كلما زاد غباء الانسان العادي واتكاله في كل شيء على الالة وهذا الاتكال شكل فوبيا لبعض المنظرين وكتاب السيناريوهات في الستينات والسبعينات الى منتصف الثمانيات ان تسيطر التكنولوجيا على حياة الانسان خاصة في امريكا واوروبا التي ابتعد شعبها عن الحياة الطبيعية بعد الثورة الصناعية والتكنولوجية فالطفرة الحضارية هذه اذا واجهها اي خلل سيكون الانسان اسيرها فبعده وقربه عن العالم البدائي هو من سيحدد قدرته على البقاء في حال وقوع كارثة كونية او نووية فالشعوب الاقدر على البقاء هي الشعوب التي لم يبعدها التطور عن العالم البدائي كالشعب العراقي الذي اخذ بروفا في ايام الحصار الاقتصادي بالتسعينات الذي وصفه الساسة الامريكان بتهديداتهم انه سنرجع العراق الى القرن التاسع عشر بعدما كان من الدول الناهضة من العالم الثالث الى الثاني في القرن العشرين ولو راجعنا التاريخ قليلا سنجد ان شبح القرن التاسع عشر عانت منه امريكا اكثر من العراق في السبعينات عندما استخدم الملك فيصل بن عبد العزيز النفط سلاحا في معركة العرب ضد الكيان الصهيوني وحلفاءه حد وصل بان تجر الخيول سيارات روؤساء امريكا واوروبا بعدما قطع عنهم النفط ..
وركزت هوليوود بافلامها على الكوارث الكونية التي ستقع على امريكا واوروبا سواء زلازل او فيضانات او عواصف تحدث عصر جليدي او نيازك مدمرة او اوبئة فاتكة او قنابل كهرومغناطيسية تشل العالم التكنولوجي بالكامل فتحيل المدن الى ظلام دامس سيكون اول اجراء يتخذه الانسان بعدها هو هجرة المدن الكبيرة والتوجه نحو الريف للعيش والبقاء وستتحول ناطحات السحاب الى خرائب حتى البوم يهجرها وسيكون الشرق الاوسط وافريقيا ملجا لحكومات امريكا واوروبا ..هذا السيناريو موجود في اروقة مخابرات كل الامم وهو سؤال ارق الكثير من المحللين كيف ستكون حياة الانسان ما بعد الكارثة ان حدثت وهؤلاء انقسموا قسمين قسم مؤيد للتطور الحضاري ان كانت الكارثة كونية من الله سبحانه وتعالى وقسم معارض للتطور الحضاري ان كانت الكارثة من صنيعة البشر كحرب عالمية نووية وكلا الكارثتين الكونية والبشرية تؤكدان ان الانسان سيرجع الى الحياة البدائية كما ارجعت الكوارث الماضية الامم السابقة الى الحياة البدائية بعدما وصلوا الى حدود من التطور وهذا مصداق قوله جل وعلا في محكم كتابه (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَىٰ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82)) .
والاية تؤكد ان الحضارات السابقة كانت لا تقل عن حضارة اليوم الحالي تطورا وهذا ما اكده ايضا علماء الاثار في العراق ومصر والهند من ان الامم السابقة استعملت تكنولوجيا متطورة بالطاقة وان اكتشاف البطارية كان بالعراق ومصر وان اغلب البعثات الاثرية التي قام بها الغرب كانت برفقة علماء يهود تعمدوا التدليس وسرقت اكتشافات الشرق القديم ونسبها لعلماء الغرب زيفا كالبطارية التي اعلن عنها الساندروا فولتا بعد زيارته للاثار المصرية ضمن الحملة الفرنسية لنابليون بونابرت على مصر التي اشتهر فيها معبد دندره بمصباح مربوط الى جرة بها اقطاب نحاسية وخل لصناعة الطاقة كما ان اكتشاف بطارية بغداد في خوجوت رابه وحده جعل اسم فولتا مهددا بالمحو من صفحات التاريخ.. بطارية بغداد التي ارسلت شركة بيتسفيلد الامريكية مهندسي جنرال الكترك لدراستها واستقتلت عصابات الاثار الصهيونية لسرقتها من متحف بغداد باحتلال ٢٠٠٣ ..والسرقة الممنهجة تكشف عن وجود عصابة منظمة مهمتها سرقة اهم اثار واكتشافات الامم واستغلال الحروب والكوارث لبداية عصور جديدة لكتابة تواريخ مزيفة للبشرية لكن هذه التواريخ المزيفة تصطدم هي الاخرى بحقيقة اثار الامم التي لا تمحى وتكون اكثر مقاومة للزمن ..والتواريخ المزيفة منها على الصعيد السياسي والعلمي والديني والثقافي الغرض الاساسي منها اخضاع اكبر عدد من الانسان لفكرة معينة لكن شيء راسخ في هذه المعادلة هو الكارثة ماقبل الكارثة وما بعدها فهل المهدي يخرج قبل الكارثة ام بعدها الادلة المرمزة تشير الى خروج المهدي ما بعد الكارثة لانه يخرج بعد ان يبقى ربع المسكون الذي سينجو من كارثة تبيد ثلاثة ارباع سكان الكرة الارضية.
وخروج المهدي يشار له بمعركة اخر الزمان اختلف في سردها الادب الشرقي والغربي واختلفت في رؤياها روايات العقيدة اليهودية والمسيحية والاسلامية وترجمها التاريخ السياسي على انها صراع بين الشرق والغرب واتفق الجميع على ان ارض فلسطين هي مسرح احداث رحى المعركة وسميت بمعركة اخر الزمان في منطقة هرمجدون ببئر عامر
غير ان روايات العقيدة اليهودية والمسيحية تصف انها معركة قبل الكارثة والروايات الاسلامية هي الاخرى لم تحدد ظهوره قبل الكارثة ام بعدها بل ركز اغلبهم على احداث المعركة وهوية الخصوم وتقاتلت الروايات على احقية المسيح بالاصطاف لها لكن الروايات الاسلامية وصفت الدجال واتباعه بالهوية الاصفهانية واختلف المفسرون بتفسير المسيح الدجال او اعور الدجال هل هو قوة استكبارية ام شخصية مشوهة واغفلوا حقيقة مصطلح الدجل الذي يعني التدليس والذي يقع اليهود المتخفون في خانته سواء المتخفيين في الدين المسيحي او الاسلامي واجتمعت الروايات المسيحية والاسلامية على ظهور مسيح مزيف ومهدي مزيف وكلاهما يرمزان الى اليهود المتخفيين بالمسيحية والاسلام واختلفت الرواية اليهودية والمسيحية على هوية المصارع فمرة هو المسيح الدجال (المتخفي) ومرة هو ابليس
كما اتفقت الرواية الاسلامية على وحدة هوية المصارع فهو المسيح الدجال لكنها اختلفت في تفسيره .