recent
أخبار ساخنة

خليجي ٢٥ كأس العطاء والمحبة ..

الحرير/
بقلم/المحامي علاء صابر الموسوي
لست هنا بصدد إثبات ماهو مثبت ، فالتاريخ بكل تفاصيله وخرائطه وحقائقه الوجودية التي تجاوزت الابعاد الجغرافية والقوانين البحرية ، فالخليج عربي الهوية والتاريخ والجغرافية ، ولست من عادتي أن أعيد موضوع كهذا ، وكأٍن الطرف الآخر يريد مني أن أثبت له عربية القران وبلاغة نهج البلاغة ، وكلاهما لسان عربي مبين ، كلام الله الذي أنزله بالعربية على رسوله العربي محمد صل الله عليه وآله وسلم ... واليوم حينما نحتفل مع اشقائنا في عرس كروي هو تأكيد على عمق الهوية العربية التي تجمعنا ، ولايمكن لعاديات الدهر وألاعيب السياسة أن تلغيها، فاليوم وبكل عفوية وتلقائية وكعادته ابن البصرة الفيحاء ، يستعيد كرم الأجداد ويحيي تاريخ الامجاد في الضيافة والكرم والاستقبال ، ويحتضنهم شط العرب وأهل الشط الكرام في بصرة الشعر والادب والحضارة ، فبطولة كاس الخليج العربي ٢٥ ، لم تعد مباريات في كرة القدم والتنافس على الفوز بكأسها ، بل تحولت إلى عرس وحدوي بين الأشقاء وممارسة الحق التاريخي في المحبة واللقاء وهي ليست غريبة عن طباع البصريين العراقيين الاصلاء .
وتؤكد أن ماتفعله السياسة في ظروف معينة قد يظن البعض أنها كسرت وطمست الروح المعنوية للشعور القومي ، وعزلت الاخ عن أخيه ، لكن البصرة بكل ماتحمل من إرث حضاري وشعور عربي تجاوزت كل المصطلحات السياسية وحضرت الروح والمعنى ، والأخوة الصادقة بالاثبات أن الحقيقة التأريخية لايمكن أن تختفي في ظل ظروف ملتبسة وايام مضطربة وحروب عبثية ، ذلك لأنها جوهرية متجذرة ، في الروحية العراقية ، فالعراق جؤجؤة وجمجمة العرب ، كما قال أميرة المؤمنين الامام علي عليه السلام ، فالعراق عين الأمة وقاطرتها المتقدمة ، والبصرة عين العراق وشريانه المتدفق حضارة ومحبة ، وعلى الجهات المعنية أن تستثمر هذا العرس الكروي الذي نجح وتميز بفضل شعور المواطن البصري بوطنيته وعروبته وطيبته المعهودة في أن يتحول هذا المهرجان الكروي إلى فعالية متواصلة في البناء والإعمار والنشاط الثقافي الذي يرافق هذا النشاط الرياضي المتميز ، فالرياضة والفنون ادوات حضارية للتواصل بين الشعوب ، وحالات جمالية إنسانية لتصحيح المسارات المضطربة في السياسة الدولية ، بل من خلال بطولة كأس الخليج العربي في مدينة البصرة ٢٠٢٣ ، اصيب الاشقاب العرب والخليج بالصدمة لما لمسوه وعايشوه من كرم ووعي وثقافة ورغبة في التواصل واللقاء عند أهل البصرة الفيحاء ، رغم كل سنوات الانقطاع والعزلة القسرية ورسم الخطوط الوهمية بين الأشقاء ، نعم إن هذه البطولة أعطتنا درسا تاريخيا في الوئام والرغبة العارمة بالتواصل واستمراره فضلا عن تنشيط الجوانب الاقتصادية والسياحية سواء في البصرة أو بقية مدن العراق الجميلة .
البصرة الحبيبة لمت شمل العراقيين من كردستان إلى الفاو ، فعلى كورنيش شط العرب التقت القلوب قبل الأيدي وتصافحت بين ابن اربيل والسليمانية  ودهوك وصلاح الدين والانبار ونينوى وديالى والديوانية وواسط والمثنى وكربلاء والنجف والناصرية والعمارة وكل مدن العراق في بصرتهم ...
 وبغداد مدينتنا العاصمة الكبرى مدينة السلام والجمال ابتسمت لثغر العراق الباسل مدينة الفراهيدي وأبو الاسود الدؤلي  والجاحظ والعديد من الفلاسفة والأدباء ... 
ولم يكن الفرح يشمل دول الخليج العربي وحدها بل انتقلت عدوى الفرح ونشوة النصر وبهجة البطولة الى كل العرب في الوطن العربي الكبير ....
وهذا كله عنوان تفرع عن بطولة حضارية رياضية شعت على كل شيء وايقظت فينا روح الانتماء وحفزتنا للعطاء ، أنها بطولة كأس الخليج العربي ٢٥ في البصرة الفيحاء .
google-playkhamsatmostaqltradent