الحرير/
بقلم/د.محمد العبادي
يصادف هذا اليوم الموافق السابع من كانون الأول ( يوم الطالب الجامعي في إيران ).
سبب إتخاذ هذا اليوم يوماً للطالب الجامعي هو تجمهر طلاب الجامعات عند جامعة طهران في سنة ١٩٥٣م وتظاهرهم ضد زيارة نائب الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون لطهران،وتدخل أمريكا في الشؤون الداخلية لإيران.
وقد قمعت تلك التظاهرات من قبل نظام الشاه وقتل ثلاثة من طلاب الجامعات وأصيب واعتقل كثير منهم آنذاك.
لقد شكلت تلك الحادثة بداية فصل جديد في حركة الإستقلال الوطني وبداية لمناهضة الإستعمار في إيران والمنطقة.
النظام في إيران يولي إهتماماً كبيراً للجامعات؛ فقد (أجرى قائد الثورة الإسلامية طوال (٤٣)عاماً أكثر من (٢٥٧)لقاءً مع الطلاب الجامعيين ).
هذا ماعدا زيارات باقي المسؤولين للجامعات الايرانية ،ويوم أمس الثلاثاء ؛ قام أكثر من مسؤول إيراني بعقد لقاءات مطولة مع الأساتذة والطلاب في الجامعات ؛مثل زيارة رئيس مجلس النواب الأيراني لجامعة تربية مدرس ، ولقاء رئيس السلطة القضائية مع ممثلي التعبئة الطلابية ،وإتحاد الجمعيات الطلابية الإسلامية المستقلة ،وطلاب الجامعة الحرة وغيرهم .
وايضا يوم أمس قام رئيس بلدية طهران زاكاني بزيارة جامعة شريف ،وكذلك عقد عدد من النواب لقاءات مختلفة مع أساتذة وطلاب الجامعات.
ويكفي أن أشير إلى أن الناطق بإسم الحكومة علي بهادري جهرمي قد قام طوال شهرين بزيارة ( ٦) ،وهي :جامعة قم ،وجامعة خواجه نصير الدين الطوسي، وجامعة العلامة طباطبائي، وجامعة فردوسي،وجامعة العلوم الطبية في مشهد ، ويوم امس الموافق ( ٦ كانون الأول) قام بزيارة جامعة علم وصنعت.
إن هذه الزيارات تدل على العلاقة بين المسؤولين في النظام الإيراني وبين الجامعات.
لا أدعي أن هذه العلاقة بلا شوائب ،لكن أقول أنها علاقة صادقة في الإهتمام بالجامعات .
الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي بعد أن وجهت إليه دعوة من قبل الإتحادات والهيئات الطلابية في الجامعات؛ استجاب للدعوة وحضر في يوم الطالب الجامعي إلى جامعة طهران،واستهل حضوره بقراءة الفاتحة على الشهداء ونصب الجندي المجهول في جامعة طهران،وبعد ذلك توجه إلى قاعة فردوسي في الجامعة ولما ألقى الطلاب ماهم ملقوه من هموم ،وكانت جلها تدور حول الإقتصاد والوعود الإنتخابية ومدى تحققها من قبيل معالجة مشكلتي البطالة والسكن ،فيما عرّج بعضهم على الحرية والأمن والإنترنيت .
ولما ألقوا أسئلتهم ؛ألقى الرئيس عصاه وأجوبته وقد تلقفوها بالقبول وحرارة التصفيق.
إنّ الرئيس الإيراني قد أشار في معرض حديثه إلى( أن الدولة لديها تصميم وعزم أكيد في أن تستمع لما يقوله طلاب الجامعات ،وأنه يعتقد أن الجامعات هي مركز عقل النظام وتفكيره .).
وقال : ( لقد ارادوا ان تتوقف عجلة تقدم البلاد ،لكننا سوف لن نسمح لهم أبداً في تحقيق أهدافهم.
لقد كانوا يهدفون عبر إيجاد الفتنة الداخلية وتزلزل الأوضاع الأمنية إلى تعطيل الدوام الرسمي في الجامعات، وتوقف الإنتاج ،وبث اليأس والقنوط في نفوس الناس ،وعلينا أن نعمل في إتجاه بعث الأمل و..).
وتحدث الرئيس الإيراني عن أمريكا:( إن أمريكا أكثر دولة استبدادية في العالم ،لقد منعت عن اطفالنا الدواء لعلاج الأمراض المستعصية،وتركت (٣٥) ألف طفل معاق في افغانستان ثم تدعي أنها تريد الحرية والحياة لإيران).
كلام كثير تحدث به الرئيس الإيراني وبقي حوالي ثلاث ساعات في جامعة طهران لبيان موقف الدولة في مختلف القضايا والإجابة على الأسئلة المطروحة.
كملاحظة ان قاعة فردوسي في جامعة طهران قد امتلأت بالحاضرين الذين يشير مظهرهم وألبستهم إلى تأييدهم للنظام حتى ان نفسي حدثتني ان الحضور من لون واحد ،لكن لما دققت النظر شاهدت بعض الطلاب من ألوان أخرى قد جمعهم حب بلدهم. أن المشكلات التي عرضها الطلاب ليس فيها مايستبطن معارضتهم للنظام الإسلامي في إيران،بل هي مشكلات لإدامة مسيرة النظام ،وتمثل حاجات ملحة .
إن المسؤولين في إيران يرون أنهم جزء من الشعب ،وأنهم في علاقتهم بالجامعة صنوان لايفترقان ،لأن العلاقة قائمة على أسس متينة يتوقف كل واحدة منها على الآخر.