الحرير/
بقلم/غفار عفراوي
يبدو العنوان غريبا بعض الشيء ، لكن هناك عدة أسباب دعتني له. من بين الأسباب هو أسلوب العصف الذهني الذي يستخدمه الكاتب المحترف لجذب القراء. وسبب آخر هو ثيمة المقال والغاية الرئيسية من كتابته ، وهو ان موضوع كسر ضلع السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام قد اخذ حيزا كبيرا جدا في الادبيات الإسلامية والمذهبية والثقافية وكتب فيه الكتّاب مؤلفات كثيرة جدا ، إضافة إلى الجدل الواسع بين المذهبين الرئيسيين وكذلك بين علماء المذهب الواحد، فضلا عن النقاشات والحوارات والمناظرات بين الجمهور القائل بالامر والرافض له
وعلى الرغم من تأليف مئات الكتب واقامة آلاف الندوات واستمرار آلاف الحوارات ليومنا هذا ،الا أن الأمر بقي على حاله. فلا القائل بكسر الضلع اقتنع برؤية الآخر ، ولا الآخر الرافض لرواية الكسر اقتنع بها. وفي اعتقادي ان الأمر سيبقى هكذا ولن يقتنع أحدهما برؤية الآخر وسوف يبقى المتضرر نفسه والمستفيد من التناحر نفسه.
المتضرر هو الذي ترك كل أمور دينه وحياته الإجتماعية وتطوير نفسه وتطوير بلده واتجه إلى اثبات أمر مضى عليه اكثر من 1400 سنة ، وليت اثبات ذلك الأمر ينفع في شيء!
والمتضرر هو الذي أستمر بالتناحر والتباغض والمشاحنات مع أخيه المسلم الذي ليس له يد في كسر الضلع ام عدمه ، وسار في طريق الكراهية العمياء التي لن تعطي له ولا لبلده فرصة في التطور والابداع والوصول إلى مصاف الدول المتقدمة.
امارة او دولة قطر فهِم شعبها وعلم قادتها ان استمرار التناحرات في اثبات براءة عمر من جريمة كسر الضلع لن ينفعها بشيء وسوف يبقيها في المؤخرة ، فقرروا ان يبنوا بلدهم ويطوروا شعبهم وفي سنوات قليلة صارت دولة عالمية وليست خليجية او عربية أو اسيوية. نعم لقد اصبحت دولة عالمية باستضافة اهم وأكبر محفل عالمي هو بطولة كأس العالم بكرة القدم. فكانت الاستضافة الأفضل في تاريخ البطولة وبشهادة أغلب المتابعين.
وصلت دولة قطر إلى العالمية بتطور فكر شعبها واهتمامه بالثقافة والعلم والتكنولوجيا ، ووصلت قطر إلى العالمية بقيادتها الواعية المحبة لشعبها ولبلدها.
وبقيت الدول والشعوب التي تلطم على أمر يحتمل الصحة ويحتمل الخطأ لأنه أمر تاريخي بحت. فان كان عمر بريئا او مذنبا لن ينفع ذلك شعب يعيش في عصر العولمة والنانو والتلباثي والتنويم المغناطيسي والباراسيكولوجي.
الان هل صار واضحا عنوان المقال ؟؟
#السلام_على_ام_ابيها
8 كانون الاول 22