recent
أخبار ساخنة

ماهي الحوادث التي صنعت القطيعة في العلاقات بين إيران وأمريكا؟

الحرير/
بقلم/د.محمد العبادي 
تعود جذور العلاقة بين أمريكا وإيران إلى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي،وقد تطورت تلك العلاقة بعد مجيء عائلة رضا بهلوي في سنة ١٩٢٥م.
وفي أثناء الحرب العالمية الثانية جنح رضا بهلوي إلى ألمانيا ،وتم تنحيته من قبل بريطانيا والسوفيت لصالح إبنه محمد رضا بهلوي.
في أعقاب الحرب العالمية الثانية برزت أمريكا كقوة كبيرة تتقاسم النفوذ في العالم مع السوفيت .
إيران في زمن محمد رضا بهلوي( ١٩٤١-١٩٧٩م)
أصبحت متيمة بحب أمريكا وتطوير العلاقة معها ، لكن تلك العلاقة لم تكن متكافئة أبداً،وكفة الميزان فيها تعود بالربح إلى أمريكا على حساب مصالح الشعب الإيراني.
فقد كانت الشركات الأمريكية والبريطانية  يستوليان على النفط الإيراني ،مضافاً إلى نفوذ هاتين الدولتين ،وهذا ما جعل الشعب الإيراني يتذمر منهما،واختار الشعب حكومة وطنية له برئاسة الدكتور محمد مصدق في سنة ١٩٥١م ،وادخلت في برنامجها إصلاحات سياسية واجتماعية واقتصادية وقرر (مصدق) تأميم النفط؛ الأمر الذي أثار حفيظة بريطانيا عليه ،ولم يدم عمر حكومته  طويلاً ،فقد نسقت بريطانيا جهودها مع أمريكا، وتواطئت المخابرات الأمريكية(السي آي أيه ) مع المخابرات البريطانية (MI6 ) ،وتم خلعه بإنقلاب أو عملية مشتركة سميت بعملية أجاكس .
وهذا الإنقلاب ضد الحكومة الوطنية في سنة ١٩٥٣م كان نقطة الإنطلاق الأولى نحو قطع العلاقات الأمريكية الإيرانية. 
وهو ما أشار إليه السيد خامنئي قائد الثورة الإسلامية 
يوم أمس الأربعاء الموافق ٢٠٢٢/١١/٢ م،في أثناء حديثه مع مجموعة   من طلاب المدارس،وقال :( الأمريكان يقولون بدأ الصراع بين إيران وامريكا بسبب الهجوم على مقر وكر التجسس[ السفارة الامريكية] وهذا كذبة كبيرة . إنّ الصراع مع أمريكا بدأ في سنة ١٩٥٣م عندما تعاونت أمريكا مع البريطانيين في الإطاحة بحكومة مصدق بإنقلاب مخزي).
ومما زاد في الطين بلة هو كثرة إستخدام ودخول المستشارين الأمريكان بحيث بلغ تعدادهم حوالي (٦٠)مستشاراً ،ناهيك عن المستشارين البريطانيين والذين يقدر عددهم(١٠) آلاف مستشار .وقد تغلغلوا في كل المؤسسات ،وفوق كل ذلك الصلاحيات الممنوحة لهم .
لقد طالبت أمريكا بمنح رعاياها الحصانة القضائية والسياسية وصادق البرلمان الإيراني آنذاك على منحهم  تلك الحصانة(كابيتالوسيون) التي تعفيهم من المسائلة القانونية .!
لقد شكل هذا منعطفاً في تاريخ العلاقة بين أمريكا وإيران؛ فإقرار هذا الموضوع يعني ببساطة العودة إلى فترة الإستعمار، والإعتراف بحق المُستعمِر على الدول المُستَعمَرة،ولذا رفض الإمام الخميني(ره)هذا القانون رفضاً قاطعاً،وبدأ نهضته في سنة ١٩٦٤م .
يذكر ( إحسان نراقي ) مستشار شاه إيران في كتابه( من بلاط الشاه إلى سجون الثورة)؛ ان إيران تعاقدت مع أمريكا على تدريب الطيارين الإيرانيين ،على أن يتدرب كل طيار (٢٠٠) ساعة، وتأخذ أمريكا بأزاء  كل ساعة تدريب (٥٠٠٠ دولار -خمسة آلاف دولار)،واترك للقارئ الكريم ان يتصور حجم المبلغ ( المشفوط) من جيب الشعب الايراني ،ومدى قدرته الشرائية في ذلك الزمن.
لا أريد التوقف عند كل حادث ،وإنما سأكتفي بهذا ،وأستعرض بعض الأعمال الأمريكية التي ساهمت في تعقيد وتأزيم العلاقة مع إيران ؛مثل: مؤامرة صحراء طبس والتي إنتهت بالفشل ، والحصار الإقتصادي ،والإستيلاء على مليارات الدولارات،والحصار السياسي والأمني المتعدد الجوانب ،ونشاط أمريكا في عزل  إيران من خلال دفع حلفائها لمقاطعة النظام ،أو دفع نظام صدام للقيام بحرب النيابة ،وإسقاط الطائرة الايرانية المدنية في مياه الخليج من قبل الفرقاطة الأمريكية وتكريم قائدها ،وحماية الأحزاب والتنظيمات الإنفصالية المعادية لإيران وتقديم مختلف أنواع الدعم لها ،ومساعدة إسرائيل في قتل العلماء النويين،وقتل القائد قاسم سليماني وغيره .
إنّ أمريكا إتبعت نهجاً عدائياً للشعب الإيراني طوال أكثر من سبعين عاماً ،ولم تتبع نهجاً تصالحياً جدياً للتخفيف من التوتر القائم بين البلدين ،وعليه فإنّ أمريكا هي التي أطلقت رصاصة الرحمة على علاقتها بإيران،وماتقوم به إيران هو عبارة عن رد فعل ليس إلا .
google-playkhamsatmostaqltradent