recent
أخبار ساخنة

برامج لا نريد مشاهدتها

الحرير/
بقلم: كاظم فنجان الحمامي 
سعت معظم الفضائيات العراقية وراء التقليد الاعمى لبرنامج المشاكسة (الاتجاه المعاكس) الذي يعد من برامج السقف العالي في قناة الجزيرة. لكن الفرق بين برنامج الاتجاه المعاكس، وبرامج التسقيط والتسفيه والمشاكسة، ان ضيوف (فيصل القاسم) لا يتكررون، ولا يُستضافون مرة أخرى إلا في حالات نادرة جداً، وفي توقيتات زمنية متباعدة، بينما تتكرر عندنا الوجوه كل يوم، وفي كل الفضائيات، حتى تحول بعضهم إلى قرقوزات استعراضية تتقافز هنا وهناك، وما زاد من نفور المشاهدين وامتعاضهم هو هذا التكرار المزعج لبرامج التسطيح والتسفيه والاساءة. .
المضحك بالأمر ان بعض تلك الفضائيات اصبح لديها عشرات البرامج المشاكسة، ولم يقتصر عملها على برنامج واحد. بل قادها التقليد الاعمى إلى التمادي في نشر ثقافة الاساءة، ودفع الضيفين (أو مجموعة الضيوف) إلى التراشق بالألفاظ النابية، بل تحولت بعض اللقاءات إلى حلبات متكررة لتجديد النزاعات المتلفزة، وأصبحت لدينا تصفيات اولمبية لتلك النزالات، فانسحب الكثيرون منها في الوقت الضائع، ووصل الامر إلى التهديد العلني بالقتل والخطف، و (الگوامة) العشائرية. .
شاهدت قبل مدة خلافا في وجهات النظر على شاشة احدى فضائياتنا حول علاقتنا مع دول الجوار، لكنه تطور إلى عراك وشتائم لفظية بين عضوين سابقين في مجلس النواب. .
وهكذا ظلت برامج الاتجاهات المشاكسة تتجدد عندنا كل يوم، وفي معظم الفضائيات، بعناوين مقتبسة من عروض السيرك السياسي، وبأساليب صارت مملة، يدور حولها الآن جدل كبير في أحقيتها في الاستمرار في العرض من عدمه، وذلك بسبب تجاهلها لرغبات المشاهدين، الذين سئموا منها، ورفضوا متابعتها. وربما حذفوا مواقعها من قوائم القنوات المفضلة. . 
مما لا خلاف عليه إن اكثر المواضيع جذباً للمشاهد هي المواضيع السياسية، التي تمس حريتنا وديموقراطيتنا المغيبه، وتدخل تحت هذا العنوان شطحات السلطة التنفيذية، وفسادها المستشري, والمواضيع التي تمس مستقبلنا.
لقد دخل الضجر إلى حياتنا من نوافذ هذه الفضائيات المملة، التي لا شغل لها سوى إزعاجنا. .
google-playkhamsatmostaqltradent