recent
أخبار ساخنة

اقتصاد السوق الاشتراكي في الصين

الحرير/
بقلم: أحمد محمد علي
ـ  عضو في الفرع العراقي للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاّب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، وكاتب في الشأن الصيني. 
ـ تدقيق وتحرير ومراجعة الأكاديمي مروان سوداح رئيس الاتحاد الدولي.

 اقتصاد السوق الاشتراكي في الصين هو النظام الاقتصادي الذي يهدف إلى  التنمية الاقتصادية وتطوير القطاعات الاقتصادية المختلفة، والسماح بإقامة مؤسسات ذات الملكية الفردية وتنميتها انطلاقا من الأوضاع الحقيقية للقوى الإنتاجية، بشرط أن لا يتسع نفوذها وان تبقى تحت رقابة وقوانين الدول .
أن اقتصاد السوق الاشتراكي يتخذ نظام الملكية العامة الأساس له وهو الجسم الرئيسي.
أعلن الحزب الشيوعي الصيني أن الشعب الصيني لا يجيد العمل في هدم العالم القديم فحسب، بل يجيد العمل أيضا في بناء عالم جديد، وأنه لا يمكن إنقاذ الصين إلا بالاشتراكية، ولا يمكن تنميتها إلا بالاشتراكية وان الصين تسير في الطريق الاشتراكي حيث تنطلق من ظروفها ولا تستنسخ  تجارب الآخرين.
 كانت الدورة الثالثة للحزب الشيوعي الصيني هي بداية الاتجاه نحو الإصلاح والانفتاح، وسار على فكرة "البحث عن الحقيقة من خلال الوقائع المادية والممارسة "، في إشارة مقصودة منه إلى أنه لا توجد خريطة طريق جاهزة للإصلاح والتنمية.
 أكد الرفيق دينغ شياوبينغ على ضرورة التمسك في الاشتراكية وعدم حرق المراحل، وقد وضَّح أن هدف الإصلاحات الاقتصادية هي لغرض رفاهية الشعب ، وان الاختلافات بين الرأسمالية والاشتراكية لا تتوقف عند التخطيط المركزي والسوق الموجَّه، وليس شرطاً أن التخطيط في الاقتصاد يعني الاشتراكية، وأن اقتصاد السوق يعني رأسمالية، وحذر من الاعتقاد الخاطئ، فالتخطيط الاقتصادي أو السوق هو مجرد وسائل للانتقال ولخدمة تطور الاشتراكية، وان الاشتراكية في الصين تعيش مرحلتها الاولية فهي تنطلق من الواقع الملموس في الصين، وهي ليست مرحلة انتقال سريعة، وانما يجب أن تتوفر الظروف للانتقال وهي عملية تنمية اجتماعية تحتاج لوقت وظروف مناسبة، وان الصين سوف تبقى في المرحلة الأولية للاشتراكية إلى أن تكون التنمية الصناعية متكاملة  .
كان الحزب الشيوعي الصيني واضحاً جداً في أن الاشتراكية الصينية ولدت مباشرة في مجتمع استعماري وإقطاعي، ولم تمر أبداً مرحلة تطور الرأسمالية المتقدمة، خلاف ما ذكرى ماركس ضرورة تحديث وسائل الإنتاج  وضرورة  تطوير الإنتاج الرأسمالي في الانتقال الى الاشتراكية، لذلك رأت القيادة الحكيمة للحزب الشيوعي الصيني اهمية الانفتاح والإصلاح، وأن كلاً من الاقتصاد العام والخاص هما مكونان مهمان لاقتصاد السوق الاشتراكي، ويجب عليهما تعزيز الاقتصاد العام وتطويره بثبات لتحقيق التنمية وتوطين الصناعات المتطورة.
 فلو تحدثنا عن  التحديث الصناعي في أوروبا، والتحولات الاجتماعية المصاحبة لهـما في الماضي القديم، كانـت هناك فجوات هائلة بين الفقراء والأغنياء، وظلـم اجتماعي وفساد مستفحل ونهب عنيف، حيث كانت ممارسة سخرت ملايين العبيد والعمال  أمراً قانونياً .
فعندما بدأت بريطانيا الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر كان عدد سكانها حوالي 10 ملايين نسمة، وهـو عـدد أقل من سكان أية مدينة مـن مـدن الصين الكبرى. وعندما كانت فرنسا في طريقها إلى التحول الصناعي في القرن التاسع عشر كان عدد سكانها ٢٠ مليون نسمة .
 ولكن بالمقارنة في الصين الذي أدخلت الثورة الصناعية وحلت مشاكلها محلياً بسهولة نسبية بدون فوارق طبقية كبيرة، على الرغم من عدد سكان الصين الكبير الذي يمثل ربع سكان العا لم، ودون اللجوء إلى الحروب ونهب الدول الأخرى مثلما لجأت الدول الغربية لتطوير المجتمع الصناعي لديها آنذاك.
 يرى الرفيق شي جين بينغ الامين العام للحزب الشيوعي الصيني، أهمية دراسة الواقع واستيعاب المتغيرات وضرورة تتطور الماركسية بلا انقطاع مع تطور العصر والممارسة والتقدم العلمي، ولا يمكنها أن تكون جامدة بدون تغيير.
ويؤكد الرفيق شي جين بينغ إيمانه العميق والكامل بالماركسية اللينينية وأفكار الرفيق ماو تسي تونغ التي انتشلت الصين من ظلام التخلف والضعف والفقر، وأدت إلى بزوغ فجر الصين الحديثة. كما يؤكد أن تمتين دعائم المجتمع الاشتراكي المستقبلي سيتطلب فترة طويلة زمنياً، إلا أن قدر الاشتراكية هو الانتصار النهائي، وأن الرأسمالية ماضية إلى زوال حتمي.
يبدي الرفيق شي جين بينغ اهتماماً كبيراً بدراسة أسباب إخفاق الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي، وكيفية تجنب تلك الأخطاء في الصين، ويرى أن الاتحاد السوفييتي قد أغرق في تمسكه بعقيدة جامدة لم يحاول تطويرها، وأن الحزب قد ترهل وفَقدَ حيويته على جميع المستويات، وأن الحزب فقد تأييد الشعب بسبب قيادته، وفي نهاية المطاف ضعف هذا الحزب الشيوعي.

google-playkhamsatmostaqltradent