الحرير/
بقلم/حسين الذكر
أولا فنيا :- بمعنى ضبط قواعد اللعب والتحكم بالكرة والتحرك دونها وخلق المناورة وتجسيد قدرة المهارة في الميدان ... معززة بالقوة البدنية واللعب الجماعي ... اظهر فيهما المنتخبين العربيين مصر والمغرب قدرة كافية لينالا بموجبها الذهب والفضة باستحقاق .
ثانيا :- جماهيريا واعلاميا .. كان الحضور العربي كله معهم حتى أصبحت الملاعب وشوارع باريس عربية .. فضلا عن زخم الاعلام العربي بالفضائيات ووسائل التواصل - التي يشغف بها العرب حد الهوس – وقد كرست جميعها لخدمة مشوار العرب مما جعل المغرب ومصر يلعبان وكانهما بارضهما وامام جمهورهما .
ثالثا في الميدان :- لاحظنا سيطرة العرب وقوتهما وتقدمهما وكان بالإمكان تحقيق الذهب ولم نجد تفوق واضح لا للاسبان ولا للفرنسيين أصحاب الأرض اذ كانت الأمور تسير باتجاه العرب وتدل على قرب تحقيق الذهب .
هذه حقائق شاهدها الجمهور العالمي عامة والعربي خاصة .. لكن قبل المباراة واثنائها وبعدها وما يحيط بهما من كواليس معتادة اذ ان حسم المباريات لم يعد في وسط الميدان وحده ... كان لدي يقين بان هناك أمور ابعد واكبر واعمق واخفى ... من المعلن لا تسمح بتتويج العرب باولمبياد عالمي وبقلب عاصمة الغرب وتحت انظار الحلف الأطلسي جناحها الردعي .. وبما تعنيه لديهم الألعاب الأولمبية سيما الحديثة منها باستعراض القوة واثبات تفوق الهوية الحضارية للغرب .. فكيف يكون العرب على منصات اهم واخطر كل الاوسمة في أولمبياد باريس التي للاعلام والجماهير العالمية كلها بجهة ووسامها الذهبي الكروي ( المعنوي ) من جهة أخرى .
قطع قد يتصور البعض اني اتحدث عن نظرية المؤامرة التي استحي من نفسي بان لا اتحدث بها وان اعمل كالنعامة بتغطية راسي برمال الصحراء امام جبروت شاهقات وثابتات الحضارة الغربية .. هذا لا يعني ان الاسباني والفرنسي لا يستحقان الوصول واحراز الذهب . لكن ذلك شيء وخروج العرب بهذه المشاهد التراجيديا شيء اخر ..فقد كان طرد - عمر الفادي على سبيل المثال لا الحصر - بمثابة تتويج لتاهل فرنسا للنهائي وقطع آخر انفاس العرب بحلم الذهب الذي لا يمكن سماح العالم الغربي به سيما في الظروف السياسية الراهنة المهيمنة على الشرق الأوسط وما يعنيه ذلك في القاموس المعنوي والسياسي والإعلامي الغربي وليس العربي .
قطعا :- هناك مزاج اللاعب العربي الساخن الذي جعلت منه البيئة لاعبنا حتى من تربى في الاحتراف الأوربي ان يسير بجينات الحماس والغيرة العربية التي تكون مفيدة بجوانب عدة لكن الاعتماد عليها كسلاح وحيد او الانغماس بها حد نسيان الأدوات والمهارات الأساسية في معارك كرة القدم يسهم بخسارتنا الذهب .
لقد ظهر اللاعب الأوربي متان غير مستعجل مطمئن بالتصرف والعلاقنية والتحرك الاستراتيجي حتى في تقسيمات وجزيئيات المباراة الواحدة .. مدعم بدور خفي خارجي لا احصره بأداء الحكم فقط .. تلك وغيرها من أسباب للأسف منعتنا من وسام كروي عربي . كنت أرى ان المغرب ومصر هما الأقرب فيه .. وذلك لا يعني عدم قدرة ومنافسة واحقية الاخرين .. لكن نتحدث هنا عن ميكافيلية كرة القدم او الرياضة عامة وكيفية توظيفها بشكل حضاري واضح لخدمة ملفات اهم مما يراه ويعيشه الراي العام العالمي .. وهنا تحديدا يكمن سر القوة والهيمنة والمستقبل .
والله من وراء القصد وهو ولي الامر !