recent
أخبار ساخنة

كيف نبني السياحة في البصرة

الحرير/
بقلم/ عامر جاسم العيداني 
تتوفر في محافظة البصرة بيئة سياحية متنوعة ، كالأنهار وبساتين النخيل والآثار بالإضافة إلى البحر، وتوجد كذلك معالم تاريخية وتراثية وثقافية وأدبية زاخرة، وتعتبر جاذبة للسياح من مختلف دول العالم لموقعها الجغرافي الذي يطل على الخليج العربي وتعد نقطة التقاء العالم التجاري من آسيا إلى أوربا.
ومما لا شك فيه أن السياحة البيئية في كثير من الدول تساهم في تنشيط الاقتصاد الوطني وتشكل موردا مهما ترفد الموازنة العامة، والاهتمام بالسياحة في البصرة ضروري جدا لأنها تلعب دورا مهما في الحفاظ على الموارد الطبيعية، وكذلك إبراز المعالم الجمالية للمدينة مع ملاحظة الحفاظ على نظافتها لتكون بيئة صحية وتعتبر مصدر دخل كبير في حال الاستثمار فيها وتوفر وظائف كثيرة للمواطنين.
تتميز البصرة ببيئة سياحية استثمارية متنوعة ، تشمل شواطئ نهر شط العرب يمكن استغلالها في بناء فنادق ممتازة وكازينوهات ومطاعم ومراسي للزوارق، واستغلال شواطئ البحر المهمل لنفس الغرض، وانشاء مدن سياحية تتوفر فيها المساحات الخضراء والأسواق الشاملة (المولات ) والمعارض المتنوعة ، حيث تقوم الحكومة المحلية بتخصيص أراض مخدومة ضمن تخطيط معين من قبل شركات عالمية، وتسدد أجورها من بيع الأراضي بأسعار تناسب المستثمر، ويمكن عرضها بشكل شامل على الشركات الاستثمارية إذ لا تكلف الحكومة أية نفقات، وهذا يتطلب توفير بيئة آمنة وطرق ووسائل نقل وخدمات للكهرباء والماء والانترنت والخدمات المصرفية المتطورة وتطوير مطار البصرة وسكك الحديد، بالإضافة إلى فتح مدارس ومعاهد السياحة ودعمها لترفد هذه المدن بالشباب القادر على إدارتها وخدمتها.
كما تدعو الضرورة لدعم القطاع السياحي إلى انشاء غابات زراعية خصوصا النخيل والأشجار المتنوعة مع حدائق للحيوانات ومدن الألعاب والسينما ووسائل الألعاب الرياضية الشعبية والمسارح الشعبية للقيام بنشاطات مختلفة تشمل الصغار والكبار.
ومن المهم بناء مركز ثقافي يجمع جميع التنظيمات الثقافية لإبراز نشاطات اعضائها بعروض يومية وأسبوعية لتجسيد ثقافة المدينة للسائح ، مع معرض دائم للكتاب ومكتبة تحوي إبداعات مثقفي البصرة وكذلك بناء متحف متنوع في المدينة يشمل الحضارة القديمة لها وتراثها الشعبي، وتشجيع الصناعات التراثية من خلال انشاء معاهد متخصصة لتعليم هذه المهنة مع سوق لعرضها لترفد السائح بها مع إصدار دليل سياحي، ويتجلى ذلك من خلال دعم هيئة السياحة والآثار في البصرة ورفدها بكل مقومات العمل وتنظيم عمل المكاتب السياحية بالإضافة الى الدعم المصرفي بتقديم التسهيلات المالية والقروض لإنشاء المشاريع السياحية.
وتتطلب تطوير السياحة أيضاً الاهتمام ببناء المراكز الرياضية التي تواكب التطور في دول العالم والقيام بنشاطات محلية ودولية من المسابقات المتنوعة تشمل السباحة والزوارق والخيل والدراجات والسيارات والتنس ومسابقات الركض وغيرها، وإنشاء مدينة المعارض الدولية لعرض المنتجات الوطنية والاجنبية بكافة أنواعها من خلال إقامة مهرجانات دولية ، وبناء مسارح لعرض نشاطات كل الفعاليات التنظيمية في المحافظة وإقامة مهرجانات دولية مسرحية وسينمائية.
إن تلك المقترحات أعلاه يمكن أن تكون عن طريق الاستثمار ولا تحتاج سوى تشكيل لجنة موسعة تقوم بدراسة شاملة، و بمشاركة شركات ومكاتب استشارية متخصصة وعرضها كفرص استثمارية مع توفير كافة التسهيلات أمام المستثمر وحمايته من الابتزاز.
دعوة للحكومة المحلية للاهتمام بهذا الجانب لتنشيط الحركة الاقتصادية في المدينة وفتح باب كبير لفرص العمل، لأن السياحة تعتبر صناعة ذات مردود مالي كبير يؤدي الى تنشيط حركة البناء والاعمار ببناء طرق وجسور ووسائل نقل حديثة كالقطارات الداخلية (المترو والمونوريل) مما يؤدي الى جذب الاستثمار الأجنبي وتعتبر الفرصة الوحيدة أمام الحكومة المحلية التي لا تكلف موازنة الدولة وانتظار تخصيصاتها، حيث تزداد حركة دخول المسافرين العرب والأجانب من المنافذ الحدودية والتي تعتبر موردا مهما لموازنة المحافظة.


google-playkhamsatmostaqltradent