recent
أخبار ساخنة

إشكالية مناهج التعليم .. عنوان اضخم لمؤتمر أربيل !

الحرير/
بقلم/حسين الذكر
على ذكر التربية والتعليم الانموذجية .. يذكر ان الفيلسوف الأمريكي وليم جيمس القى محاضرات على طلاب معهد المعلمين في أمريكا وقد قال لهم : ( اذا سرتم على هذه المناهج فان أمريكا ستحكم العالم بعد خمسين عام ) . وهو ما تحقق بالضبط . 
باستغراب طالعت خبرا ارسله الزميل زيد السربل من الكويت حول مؤتمر يبحث إشكالية التعليم  . وقد فرحت كثيرا بذلك لانه يحمل عنوانا لطالما حلمت التعاطي به .. وقد سارعت بالخطاب لرئاسة المؤتمر حول إمكانية تقديمي ورقة عمل فيه .. جائت الإجابة بان الوقت قد انتهى . 
المؤتمر برعاية إتحاد الجامعات الدولي وتنظمه الجمعية اللبنانية للتجديد التربوي برئاسة ريما يونس وسيقام في أربيل من 2 الى 3 آب المقبل .
قبل سنوات كنت موفدا إعلاميا في كوريا الجنوبية وقد لاحظت ان باصات طويلة تنقل أطفالا لبناية مجاورة .. بفضول صحفي اردت التعرف على ما يحصل فزرت المكان مع مترجم كوري .. وقد تبين انها سفرات مدرسية لمتحف تنشيطي يتناسب مع اعمار الابتدائية .. ثم عرفني بالمديرة التي بجلتني كثيرا حينما علمت اني صحفي .. فسالتها عن اهم درس تحرص على تعليمه للصغار دون ان يكون ضمن المنهج الوزاري .. فقالت بكلمة واحدة : ( اعلمهم الصراحة .. اهم شيء افتخر به واحرص عليه اذا ما جعلت رجال المستقبل يتفهموا وينموا على الصراحة ) ..

بعد سقوط الدولة العثمانية بثلاثيها المشؤوم ( الفقر الجهل والمرض ) .. تم سن منهجية للتعليم العربي على يد شخصيات كانت لها شهرة واسعة وحظيت باهتمام حكومي وسلطت عليها الأضواء ومنحت صلاحيات عجيبة كساطع الحصري في العراق ولم تتغير تلك المنهجية منذ مائة عام برغم تغيير الأنظمة عبر الثورات والمؤامرات والاحتلال والانتخابات .
ان اقامت مؤتمر ملهم ومهم وبامس الحاجة اليه بعنوان :( إشكالية المناهج التعليمية في العالم في ظل العصر الرقمي ) يعد التفاتة وحدث يستحق الاهتمام والمتابعة وتحري النتائج سيما من قبل وزارة التربية والتعليم والجهات المختصة وذات العلاقة .. مع التحفظ على تجارب سابقة ظلت حبيسة البهرج والزخرف والعناوين الطنانة والبحوث الرنانة التي بقيت محفوظة فوق الرفوف كحال عشرات بل ومئات الرسائل والاطروحات العلمية التي تخص المحور دون التفات اي شخص مسؤول او مؤسسة مختصة .
بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وبرغم الإحباط والخيبة وما راوده من احساس بضرورة التغيير قرر الفيلسوف البريطاني راسل افتتاح مدرسة لتعليم الأطفال واصر على استمرارها برغم الضائقة المالية والخسائر التي تعرض لها . حتى اضطر كتابة مقالات تافهة للصحف من اجل رفد المدرسة بالمبالغ .. وقد ساله احد الصحفيين عن مغزى ذلك فقال : - ( لا ابالي كتابة مقالات تافهة من اجل الحصول على المال .. لكني اشعر بالسعادة والسمو حين اوظف كل شيء من اجل هدف سام ) . علما انه تعرض لكثير المضايقات والانتقادات بسبب منهجيته التي وضعها واصر وحرص على تطبيقها بروح الفيلسوف وليس تاجر معلومات او اخطبوط تعليم وقد وضع شروط صارمة للمتعلمين وللمعلمين :-
1- منح التلاميذ كامل حرية التعبير بلا قيد او شرط .
2- الابتعاد التام عن اي اجراء تاديبي سيما الضرب منه .
3- ان تكون الأجور متيسرة والاولوية للاذكياء وضحايا الحرب .
4- ان يعزل المتميزين في حصص ومنهج مختلف عن الاخرين .
google-playkhamsatmostaqltradent