recent
أخبار ساخنة

وفاة الأمير مثنى آل حاتم الحسناوي شكلَّ هالة قل نظيرها

الحرير/
بقلم/حيدر اياد الكعبي 
في الآونة الاخيرة برز دور القبيلة والعشائر بصورة غير خالية من الضبابية وأحياناً ترمى بالنعت السلبي نتيجة الحالات الشاذة التي تمارسها بعض الجماعات المحسوبة على عشيرة معينة ولعل البعد القبلي هو الآخر قد تعرض الى شيء من التصدع والتخلف والتصرفات الغير منسجمة مع الشرع الإسلامي بعد تغيير النظام السياسي في العراق في عام ٢٠٠٣ وأيضاً قبل هذا التاريخ لم تمر القبلية دون تأثير النظام السابق عليها في كثير من النواحي السلبية لا نود الخوض بها اكتفي بإجمال أن اي بُعد كان في الدولة بطبيعة الحال هو يخضع الى المناخ السياسي وايدلوجية النظام الذي يسلكها، ولهذا أخذت الامور السلبية هي التي عادتً ما تطفح على السطح وتسوق إلى الرأي العام الداخلي وحتى الإقليمي والعالمي كون الأخير أصبح قرية صغيرة قابل للإطلاع عليه في اللحظة، وهذا عكس أمراً غير مقبول وشوه الدور الأساسي الذي وضعه الله عز وجل لهذا النظام الحياتي على الأرض وقال سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقۡنَٰكُم مِّن ذَكَرٖ وَأُنثَىٰ وَجَعَلۡنَٰكُمۡ شُعُوبٗا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْۚ إِنَّ أَكۡرَمَكُمۡ عِندَ ٱللَّهِ أَتۡقَىٰكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٞ  ﴾  الحجرات: ١٣ والآية الكريمة واضحة جداً في بيانها حيث أن أساس الجعل الإلهي بالتأكيد له غايةً ربانية يريدها الله تعالى لكننا نفهم منها بعض المفاهيم:-

١- تنظيم الخلق على جميع الأصعدة التشريعية والعبادية ومنها الاجتماعية على المستوى العالمي حيث الشعوب وعلى المستوى الداخلي من حيث القبائل٠
٢- ترميز التنوع الإنساني والإجتماعي والثقافي وصناعة اللوان من البشرية التي تختلف في أصولها وفروعها وشعوبها٠
٣- اختلاف اللغة والعادات والتقاليد والأخلاق والأعراف والقيم والمبادئ بين كل هؤلاء الخلق وهذا التمايز يذهب إلى مغزى وأحد هو للوصول إلى مشترك ونتيجة يضفي إليها هذا التنوع الإنساني ولعل هذا الاختلاف هو لفك الاختلاط بين أصناف الناس٠
٤- التمكن من التمييز حسب الترتيب والترميز الإلهي الذي صنعه وابدعهُ بمشيئته لتسهيل عملية الانسجام والتفاهم المشترك بين البلدان والناس٠
٥- وضع حالة من الإختبار التي تكمن في جوهر هذا الموضوع والتي تؤكد ((أن أكرمكم عند الله اتقاكم)) اذاً هذا هو السبب الرئيسي من امتحان الاختلاف في أصناف الناس والمكرم عند الله هو أتقى الناس فالتقوى لها تأثير كبير في مسار حياة الإنسان ٠
فإن الله تعالى اراد ان يمتحن الإنسان في هذا الاختلاف والتنوع حيث يقول في آية آخرى (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ النحل :٩٣

فنرجع إلى الحالة التي اكتب عنها اليوم هي حالة وفاة أمير قبيلة بني حسن الشيخ مثنى آل حاتم الحسناوي رحمه الله تعالى حيث رأينا شكل هذا الحدث ظاهرة إجتماعية وضجة إعلامية كبيرة ومؤثرة وصلت اصداءها على المستوى الوطني الداخلي والخارجي الإقليمي والعالمي وهذا يدل على أمور كثيرة وكبيرة يحملها هذه الحدث لربما منها ان هذه القبيلة العربية العراقية الأصيلة المتمثلة برمزها الراحل الشيخ مثنى آل حاتم رحمه الله ومواقفه العشائرية والإجتماعية ورص الصف الوطني وحماية البيئة الاجتماعية والسلم الأهلي فإننا رأينا اللحمه الوطنية في هذا العزاء ورأينا تأثر الناس بخسارة رمز وانسان له مواقف إنسانية واجتماعية وسياسية حيث العمل على اصلاح ذات البين يعد من الأمور المستحبة التي يجازى عليها الله تعالى العاملين فيها والمصلح الإجتماعي الحقيقي الذي ينذر حياته في خدمة المجتمع بالتأكيد يجعل له الله تعالى خصوصية في حياته وسعيه وعند وفاته حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة؟ قالوا بلى، قال: إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين هي الحالقة"، صدق رسول الله فتمسك القبيلة بالتشريع الإسلامي وإخضاع العرف الإجتماعي العشائري بما ينسجم مع الشرع والمبادئ الإسلامية والاستئناس برأي المرجعية الدينية وعدم التعدي على الشرع المقدس وعدم الانصياع الى الممارسات الشاذة التي تُسئ إلى الشرع الإسلامي او المجتمع والقبيلة وتصنع حالة من الفوضى التي تؤثر بشكل أساسي على السلم والأمن الإجتماعي بطبيعة الحال ولهذا يعد هذا الدور الذي يؤديه رئيس القوم أمراً ليس بالسهل وهو يحدد ويؤثر على سلوك مجمتع ولهذا تعتبر هذه القبيلة وغيرها من القبائل العربية العراقية الأصيلة الملتزمة بهذا الأمر في كثير من المواقف وتعد القبيلة اليوم ضمانة وطنية واجتماعية تعمل معاً مع المؤسسات الأخرى في تحسين وإصلاح الوضع الاجتماعي والأخلاقي تماشياً مع الأساس الشرعي والإسلامي وحتماً أن لهذا الرجل النبيل الذي بالتأكيد يفخر كل إنسان عراقي بدوره الإصلاحي ويتاثر على فقده ، وما لهذه الشخصية من بعدها الإنساني والإجتماعي والثقافي في صناعة حالة إيجابية يعتز بها كل إنسان وتؤسس لحالة إجتماعية مبنيه على أساس الذي ذكرناه في النقطة رقم ٥ أعلاه إلا وهو التقوى فالإنسان الذي يتقى الله تعالى ويكون مؤمناً بالله ويجعل بوصلة حياته هو إرضاء الله عز وجل ويجاهد في سبيل إحقاق الحق وتصحيح المفاهيم القبلية والعشائرية وحقن دماء الناس ونصرة المظلوم ومواجهة الظالم وخدمة المجتمع له خصوصية وشأن ورفعه وميزة يظهرها الله تعالى الى عامة الناس تكريماً له وبالتأكيد هناك الكثير من الأمثلة الحية الموجودة في مجتمعنا العراقي الذي لا يخلوا بفضل الله من الخيرين والاصلاء من أبناء القبائل العزيزة ولكن لا يسع المقام الى التطرق وذكر جميع الاسماء التي تسجل يومياً مواقف مشرفة في خدمة المجتمع وأمنه واستقراره حيث يقول الله جل جلاله ﴿ وَٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ فِينَا لَنَهۡدِيَنَّهُمۡ سُبُلَنَاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ  ﴾  العنكبوت: ٦٩
انتهى
google-playkhamsatmostaqltradent