recent
أخبار ساخنة

ما هو تفسیر الإمام علي علیه السلام لحدیث ( من کنت مولاه فعلي مولاه) ؟!

الحرير/
بقلم/د. محمد العبادي 
یقولون : ان أهل مکة أدری بشعابها ، وأن علي علیه السلام المکي أدری وأخبر وأبصر من غیره بما یقوله الرسول الأکرم في حقه .
نعم علي علیه السلام صاحب البیت وأدری بما في البیت ، وعلي علیه السلام هو المقصود ، ویعرف معنی الحدیث وأبعاده .
دعك عن بعض المفسرین والمحشین الذي یلوون عنق الحدیث ، لانّهم قد جاؤوا بعد عصر علي علیه السلام بعشرات السنین أو بقرون عدیدة .
الحدیث الشریف الذي قاله الرسول الأعظم :( من کنت مولاه فعلي مولاه ) ورد لفظه في (۸۸) حدیثاً في کتب أهل السنة، و(۳۷) روایة من طرق الشیعة ، والأحادیث المرویة تتخطی هذا العدد من الأحادیث، لکن اکتفینا بالقدر المتیقن .
إنّ المشکلة لیست في صدور هذا الحدیث ، أو  أو عدم صدوره عن النبي الکریم، لأنّه قد اعترف بصحته المخالف والموالف؛ بل المشکلة في تفسیرهم لمعناه؛ فالمخالفون لولایة وخلافة علي علیه السلام یُکابرون ویلوون ألسنتهم، ثم یحرفون الکلم  عن مواضعه، ویقولون إنّ الرسول کان یقصد محبة علي ومودته وعدم معاداته !!! ولو تنزلنا لما یقولون؛ فهل أطاعوا الرسول وبذلوا مودتهم ومحبتهم لعلي، أم حاربوه ولعنوه علی المنابر ؟! 
أما الموالون لعلي علیه السلام؛ فیقولون أن ذلك نص صریح في أمرة علي علیه السلام علی المؤمنین وانه أولی بهم من أنفسهم ، وهذا اللفظ في استعمالاته القرآنیة،واللغویة، وفي  عصر صدور النص یفهم منه ذلك وبناءً علی ذلك جاء عمر بن الخطاب مهنئاً، وقال: ( هنیئاً یا ابن أبي طالب أصبحت وأمسیت مولی کل مؤمن ومؤمنة)؛ بل سیاق الخطبة الطویلة ( خطبة الغدیر )، والتي اقتطع منها حدیث الغدیر وتوقیت الحدیث ودلالته یفهم منه ولایة علي علیه السلام علی المؤمنین، سیما وان الرسول الأکرم کان علی موعد مع الموت بعد حوالي شهرین وعشرة أیام.
لنرجع إلی مایقوله علي علیه السلام عن حدیث الغدیر ( محمد بن منصور ، عن عیسی بن عبدالله بن محمد عن أبیه عن جده عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم : من کنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله . قال : وقال النبي صلی الله علیه وآله وسلم: أوصي من آمن بي وصدقني بولایة علي بن أبي طالب فإن ولاءه ولائي ، وولائي ولاء ربي).
أمیر المؤمنین علیه السلام کان یروي الحدیث إلی النّاس، وقد سجل اعتراضه علی من أنکر ولایته وأمرته لانّها کانت تکلیفه، ولاحاجة إلی نبش التاریخ .
وأقرأ معي هذا الحدیث الذي یشیر  إلی دلالة ومعنی الحدیث عند الإمام علي علیه السلام وعند الصحابة ( روی عثمان بن سعید عن شریك بن عبدالله ، قال: لما بلغ علیّاً علیه السلام أنّ النّاس یتهمونه فیما یذکر من تقدیم النبي صلی الله علیه [وآله]وسلم وتفضیله إیاه علی الناس ، قال علیه السلام : « أنشد الله من بقي ممن لقی رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم وسمع مقاله في یوم غدیر خم إلا قام فشهد بما سمع ؟
فقام ستة ممن عن یمینه من أصحاب رسول الله صلی الله علیه [ وآله] وسلم ، وستة ممن علی شماله من الصحابة أیضاً فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله [ صلی الله علیه وآله] یقول ذلك الیوم، وهو رافع بیدي علي : من کنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه).
کان الإمام علي علیه السلام یری أن الرسول الأکرم قد قال بأفضلیته وتقدمه وإمامته علی النّاس، وکذلك فهم الصحابة ذلك المعنی وشهدوا له بذلك ، وکانت هناك أسئلة یطرحها الناس علی زید بن أرقم ویقولون له بإستفهام هل حقاً صدر هذا الحدیث لأنهم یفهمون معنی ( علي مولاه )، ویرویه لهم زید بن أرقم بألفاظه .
لقد جاء الصحابي أبو الانصاري ومعه رهط إلی أمیر المؤمنین علیه السلام وهو في الرحبة وقالوا له السلام علیك یا مولانا . وفسروا ذلك وقالوا : سمعنا رسول الله صلی الله علیه [وآله] وسلم یوم غدیر خم یقول : من کنت مولاه فهذا علي مولاه .) .
إنّ أمیر المؤمنین وأهل بیته علیه السلام؛ بل والصحابة یفهمون من الحدیث هو إمامته وولایته علی الناس، وعلی هذا قالت الأنصار أو بعض الأنصار ( لانبایع إلا علیاً ) علی مارواه الطبري في تاریخه .
google-playkhamsatmostaqltradent