الحرير /
بقلم/سامي التميمي
أراضينا مخضبة بدماء الأبطال ، من الجنوب الى الشمال ، أرضعتنا أمهاتنا حليب الشهامة والكرم والعزة ، وسلحتنا بالعلم وبالأيمان ودفعت بنا الى طريق المقاومة والبطولة والثورة .
ساحات الوغى تشهد بالعز مفاخرنا ، والعدو يعرف بأسنا وصولاتنا ، ليس في قاموسنا تردد أو خوف أو مهادنة أو تطبيع .
جبهاتنا كثيرة وخطيرة والمعارك فيها شرسة ، وليست سهلة كما يظن البعض ، ولكن الصلابة والأيمان والتضحيات ، دروس تعلمناها وحفظناها منذ الصغر ، وكان أول درس في العاشر من محرم ( معركة الطف في أرض كربلاء ) أرض البطولة والفداء .
كيف أنتخى وكيف لبى النداء ووصل بقافلة الأوفياء هو الأمام الحسين ع ، مع عائلته وأصحابه ( 70 ) رجلاً ، مقابل سبعون ألف مقاتل من جيش يزيد بن معاوية اللعين ، كانت صدورهم عامرة بالأيمان وبالله ورسوله والثورة من أجل الجياع والفقراء وأحقاق الحق ونصرة المظلوم ، لم يفكروا بالتراجع أو الهزيمة أو التسليم . بل أستشهدوا جميعاً ولم يبقى إلا النساء من أهل بيت النبوة ع .
ولم يرحموا ولم يراعوا عادات العرب وقيمهم وكرمهم ، وأخذوا النساء والأطفال سبايا مكبلين من الكوفة مروراً بالقرى والقصبات والمدن ، الى لبنان ثم الى الشام .
لم تنتهي القصة ولا الثورة ، بل كانت حكايا ودروس وعبر تناقلتها وتوارثتها الأجيال ، وكانت مصنع للأبطال الشجعان الميامين .
هكذا تعلمنا بأن نكتم غيضنا ونداوي جروحنا ونشد عزمنا ونصنع القادة من أولادنا وعوائلنا وعشائرنا وقرانا وقصباتنا ومدننا ، لكي لاتموت قضيتنا ولاتضعف أرادتنا وعزيمتنا .
فالأشرار المتربصون بالأسلام والعروبة كثر ولديهم سلاح ومعدات وجيوش وأعلام ومراكز أستخبارات أكثر منا بكثير ، لكن أكثرهم للحق كارهون . ( أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ ولايملكون مانملك ، فأغلب الجيوش بلاعقيدة ولا أهداف ولا شرف ولاقيم ولامبادئ ( مرتزقة ) قد يفروّن عند المنازلة وأحتدام المعارك ، وهذا ماقرأنا عنه في أحداث وبلدان كثيرة عبر مرّ العصور للجيوش المحتلة ، وهذا ماحدث للعصابات المرتزقة المأجورة التي مولتها ودعمتها ودربتها دول الأثم والعدوان تحت غطاء الإسلام المزيف ( د. ا ع . ش ) .
وآخرها ليس ببعيد ، كانت معركة طوفان الأقصى ، خير شاهد ودليل ، رجال خرجوا من تحت الأرض وبأسلحة ومعدات بسيطة ، زرعوا الذعر والخوف في قلب المعسكرات المحصنة ، وأسروا العديد من الضباط والجنود وصادروا الكثير من الأجهزة والمعدات والوثائق ، حتى صعق العالم ومن حوله من جيوش ومراكز أستخبارات وأمن . عن القدرة والكيفية والخطط ، ومن هؤلاء الرجال الذين أحدثوا زلزال وبركان هز العالم .
أنها العزيمة والأصرار واليقين بالحق والأرض ، بأن التحرير لايأتي من فراغ ، ولن يهبه الآخرين لك ، عليك تقديم التضحيات والصبر والعناد والمطاولة والمناورة وأستخدام كل الأساليب ، لأستنزاف عدوك أقتصاديا وعسكريا ونفسياً ، لأن الفواتير الضخمة والمؤثرة ، لاتستطيع تحملها تلك الدول المغتصبة ولامن يدعمها ، وكن على يقين أن مات منا فارس فهناك ألف فارس . والمعاناة والحرمان والأيمان والتربية والخلق صنعت منا رجالاً ، لاتكسر أعوادهم بسهولة .