recent
أخبار ساخنة

النموذج الهجين في بناء وتنظيم الجيش العراقي

الحرير/
بقلم/الفريق الركن عماد الزهيري
١.من اهم التحديات التي  واجهت الجيش العراقي بشكل عام والقيادات العليا له منذ عقد السبعينيات الى يومنا هذا هو اعتمادنا على نموذج التنظيم والتدريب البريطاني لفرق المشاة والذي لم يحدث ويطور منذ نهاية الحرب العالمية الثانية لاسباب تخص انحسار  موارد وقدرات المملكة المتحدة اقتصاديا وسياسيا وفقدانها الزعامة العالمية الى حليفتها الولايات المتحدة الامريكية
٢.كما اعتمد الجيش العراقي النموذج السوفيتي للتنظيم والتدريب فيما يخص الفرق المدرعة والألية ليومنا هذا مع تراكم خبرة جيدة في الحروب التقليدية ولكنها فقدت بسبب حجم الاندثار الذي يواجه تلك القطعات من التضحيات والاحالة على التقاعد او عدم وجود دماء جديدة مع مشكلة لوجستية في البنى التحتية الخاصة بالتدريب التعبوي 
٣.اعتمدت القوة الجوية على النموذج البريطانية بوجود اسراب مستقلة وواجهت تحديات ومعاضل باستخدام السلاح السوفيتي بتنظيم بريطاني ممع اضاف اعباء اضافية على قيادة القوة الجوية في مجال تطوير وتحديث عقيدتهم القتالية مع فقدان الكثير من الخبرة العملية لتأخير بنائها بسبب السياسات الامريكية بعد عام ٢٠٠٣ ورؤيتهم واجندتهم في بناء الجيش العراقي
٤.فيما يخص الدفاع الجوي فكان نموذجا سوفيتيا بامتياز وبالرغم من النجاح المحدود وامكانية اعادة تأهيل وتصليح معداته ولكنه يبقى مقيد تكنولوجيا بسبب عدم تزويد الاتحاد السوفيتي او روسيا النسخ الاحدث لزبائنها مع مشكلة علمية في الخوارزميات الخاصة بالرادارات 
٥.كان ولازال سلاح طيران الجيش يمثل التجربة الهجينة بكل معاضلها لكون التسليح مزيج بين السلاح الشرقي والغربي مع وجود تحديات في التنظيم والتدريب ومنظومة التصليح مع تحديات في اللغة والكراسات المترجمة واصبح ذلك ارثا ثقيلا لاتستطيع القيادة الخروج او التخلص منه 
٦.وبالنسبة الى القوة البحرية انتقلت من التنظيم السوفيتي قبل عام ٢٠٠٣ الى التنظيم الغربي مع بقاء نفس الضباط والمراتب والخبرة المتراكمة لديهم حيث تعطل تطويرها وبنأها بسبب ظروف الجيوسياسة مع دول الجوار وتحديد وتقييد مهمتهم بحماية عملية تصدير التفط ومنع تهريبه بتعبئة فرضتها جغرافية العراق وما تبقى من خبرة مع نوع السلاح وخصائصه الفنية والتعبوية
٧.حاول العراق امتلاك سلاح ردع متمثلا بمنظومة صواريخ ارض - ارض بعيدة المدى وذراع طويل للقوة الجوية  لضمان التوازن ولكنه فقدها نتيجة السياسات الغير مستقرة والحروب العبثية مع صناعة رأي عام دولي ضد العراق ومعاقبته وحرمانه من هذا الخيار مما يتطلب اعادة النظر في الخروج  من هذه القيود 
٨.مما تقدم وبغية صناعة مزاج عام للمهتمين واهل القرار والاختصاص فعلى العراقيون اعادة انتاج معادلتهم الوطنية في تنظيم الجيش وتسليحه وتجهيزه وتدريبه بناء متطلبات امنهم القومي ومواردهم الاقتصادية والتهديدات الحالية والمحتملة وعدم الاعتماد على وجود حرب مع الارهاب فقط بل فرض سيناريوهات حقيقية مع عدو محتمل لانتاج رؤية وخطط استراتيجية عراقيه تخرجنا من عقود من التنظيم الهجين الذي تم بناؤه على مزاجية وهوى وحسابات سياسية شخصية وليس مهنية ووطنية بمعايير علمية وعملية مع مراعاة الدروس المستنبطة وخبرة من شارك بالحروب وانتصر فيها.
وحفظ الله العراق وشعبه ووحدته وجيشه
google-playkhamsatmostaqltradent