الحرير/
بقلم/حسين الذكر
في موسم 2014 -2015 حقق برشلونة افضل مواسمه تقريبا بعد ان توج للمرة الثانية في تاريخه بثلاثية انفرد فيها عن الاخرين واصبح متسيد اوربا .. كما حقق مسي لقب افضل لاعب بعد ان احرز لقب هداف الليغا واوربا ومثل الثلاثي الهجومي ( مسي سوارز ونيمار) افضل هجوم عالمي وقد بلغ البرشا مرتبة عليا هيمن فيها على مساحة التشجيع العالمي معزز بالايقونة مسي فضلا عن فريقه المدجج بأفضل نجوم العالم .
بعد ذاك اخذت تطرق مسامعنا مصطلحات سياسية ترافق مباريات البرشا من قبيل حرمان الفريق من المشاركة بالليغا جراء صيحات الانفصال الكتالونية .. ثم انتشرت اشاعات عن بحث البرشا لدوري يلعب به خارج اسبانيا .. وقد هيمنت تلك الاخبار على الراي العام الرياضي مرفقة بالوان ونشيد كاتالونيا ..
بعد ذاك بدات الضربات تتوالى على النادي الذي لم يستطع النهوض من كبوته برغم كل الإجراءات والتدابير المتخذة .. فقد وجه نادي البيسيجي الفرنسي اول الضربات المهينة للبرشا بعز قوته بعد كسره عقد نيمار واخراجه من الفريق برغم انف الإدارة والجماهير العالمية التي لم تستطع ان تقف حائلا دون تحقيق ذلك بحدث جلل وقد خلخل البرشا ولم يفق منه حتى اليوم .. ثم حدث ما لم يكن متوقع حدوثه يوم ما .. اذ وجه البيسيجي ضربة أخرى للبرشا بإصابة قاتلة هذه المرة حينما نجح بالتعاقد مع نجم البرشا وايقونته مسي الذي خرج بحجج واعذار ( مالية) حتى الان لا يوجد ما يبررها او من يستسيغها على علاتها . ومع كل تلك الضربات الموجهة بعناية فائقة معززة بحملات مضادة : فسادوية وتحكيمة وهزائم مالية وغير ذلك الكثير الا ان البرشا ظل ذلك الفريق المهاب والملفت للانظار باصقاع المعمورة .
على حين غرة وفيما كانت الظروف تجهز على الغريق البرشلوني فوجئت الأوساط بظاهرة ( جيرونا ) .. ذلك الفريق الكاتالوني الصغير المغمور المؤسس منذ 1930 الا انه لم يحقق شيء يذكر .. وبرغم ان الفريق المملوك ( لمجموعة ستي ) تاهل لدوري اللاليغا موسم 2022- 2023 الا انه قدم عروض كبيرة جعلت منه منافسا للقب بعد ان ظهر بمستوى فني رشيق جدا تمكن فيه من الفوز برباعية على البرشا بعقر داره وامام انظار جماهيره بما لم يحدث خلال ما يقارب قرن من الزمن .
الفريق يمتلك مجموعة من المواهب المغمورة لكنها منتقاة بعناية فائقة وقد نحه مدربهم المغمور أيضا سانشز ميغيل والفقير بالنتائج لاعبا ومدربا من صناعة فريق قوي جدا يقدم أداء ممتع بقوة هجومية سريعة مع انضباط تكتيكي وغلق دفاعي مميز .. ابرز ما فيه هو اللعب الهجومي الخاطف او ما اسميه ( بالانسيابية الهجوية ) اذ انه يمتلك خط هجوم ووسط رشيق ومهاري سريع مرن ينساب بين الخطوط الدفاعية للمنافسين بسهولة ويسجل بكثافة ..
برغم كل تلك الميزات المتعددة التي اهلته لما حققه حتى الان .. الا ان المتتبع لما يحدث مع برشلونة خاصة وكاتالونية عامة يمكن له الربط بمسار الاحداث والخيوط المتشابكة والضربات الموجهة للبرشا يستنتج منه ما يسمى بظاهرة ( جيرونا ) باعتباره وسيلة ضغط أخرى على إدارة برشلونة خاصة وسياسيي كاتالونيا عامة .. مع ان السيناريو غريب ولا يصدق كله لكن لا يهمل جله سيما في عالم السياسية التي أصبحت كرة القدم احدى ادواتها التنفيذية وليس الدبلوماسية فحسب .