الحرير/
بقلم : د. كمال فتاح حيدر
باشرت الصين منذ بضعة أيام بتنفيذ مشروعها الجيولوجي لحفر ثقب عميق في جوف الأرض بغية دراسة الطبقات القشرة وما تحتها. .
في حين تعد حفرة Kola Superdeep Borehole الواقعة في شمال غرب روسيا أعمق حفرة من صنع الإنسان في العالم بعمق 12262 مترا. بينما اختارت الصين صحراء حوض تاريم (Tarim basin) في منطقة شينجيانغ شمال غرب الصين بعمق تخطيطي يبلغ 11100 متراً لاختراق أكثر من 10 طبقات قارية وصولاً إلى النظام الطباشيري في القشر، والتوغل في سبر أغوار تجاويف الصخور الطبقية التي يعود تاريخها إلى 145 مليون سنة. ومن المتوقع أن يكتمل المشروع في غضون 457 يوماً. وفي هذا السياق تجدر الاشارة إلى ان حفرة Kola Superdeep Borehole الروسية هي الاعمق حتى الآن، وقد بلغ عمقها 12262 متراً. .
اما في المنظور الصيني فسوف يسمح الثقب (أو البئر) بدراسة التراكيب الداخلية للأرض، والتعرف على الصفائح المجهولة، والكشف عن مخاطر الكوارث البيئية مثل الزلازل والانفجارات البركانية، وإجراء تنبؤات وإنذارات بشأن الكوارث المحتملة، وتوسيع آفاق الفهم البشري. .
وذكرت المصادر الدولية ان وزن جهاز الحفر الصيني يزيد على 2000 طناً، وله القدرة على تحمل درجة حرارة باطن الأرض، والتي قد تصل إلى 200 مئوية، وضغط جوي أعلى بمقدار 1300 مرة. بالإضافة إلى الظروف القاسية المخبئة تحت السطح. وقد باشر الفريق عمله الدؤوب بإشراف ودعم الرئيس الصيني وكبار العلماء. ومما يزيد المشروع اهمية أن منطقة شينجيانغ، على وجه الخصوص، غنية بالرواسب المعدنية والنفطية، وسبق لشركة سينوبك (أكبر شركة تكرير في الصين) العثور على تدفقات كبيرة للنفط والغاز في حوض تاريم على عمق أكثر من 8.500 متر تحت السطح. وفي عام 2021، ألقى الرئيس شي جين بينغ خطاباً تحدث فيه عن إحراز التقدم في الاستكشافات المكثفة للأرض، وكان الرئيس يخاطب كبار العلماء في بلاده. .
ختاماً: أغلب الظن ان الصين تعد العدة لاستكشاف وتحديد واستخراج موارد الطاقة التي لا تنضب، والتي ظلت كامنة منذ قرون في باطن الأرض. .