الحرير/
بقلم/هادي جلو مرعي
الضمير هو الذي يحدد المسار الذي يتخذه المرء للعمل والوصول الى الإنجاز، وتحقيق الأهداف والغايات، وضمير الإعلام مثل ضمير أي مؤسسة تحتكم الى الأداء المتوازن، وإذا إختل هذا التوازن فهناك سلوك غير طيب يطبع الأداء، وضمير الإعلام هو ضمير الشخص، أو الجهة التي ترعى الوسيلة الإعلامية، وتوجهها لتحقيق أهداف معينة، والمسؤولية يبتلي بها الرب عباده، فهو يفوضهم، ويمنحهم القدرات ليخدموا الناس، ويوفروا لهم أسباب العيش الكريم والٱمن.
سألت زوجة الرئيس عن شخص نافذ، وكلمته مسموعة عند عامة الناس في جغرافيا كبيرة وممتدة، وأعلموها بالشخص، إنه السيد فلان، وبعثت إليه، وجاء إليها، وجرى الإتفاق أن يتوكل عنها في المزارع والأراضي والمحاصيل والأموال، ولم يرفض السيد تلك الدعوة لسببين، الأول إنه كان يخشى الرفض، فمن ذا الذي يرفض العمل تحت إمرة زوجة الرئيس، والثاني إنها قدمت له مغريات كثيرة، غير متوقعة، وكان ماكان من إتفاق وعمل.
في واحدة من المرات توجه السيد الى ناحية بعيدة في أقصى جنوب البلاد، وإلتقى هناك بأصدقاء الطفولة، وتفقد بعض المؤسسات البالية، وحاول تقديم شيء ما لمدينة الصبا، وأمر بصرف الأموال لمدرسة قديمة، ومستوصف صحي يعاني من الإهمال، وكان الناس يمرون عليه مسلمين، وبعضهم كانت لديه طلبات وحاجات، وكان يفيض عليهم بمايستطيع، ويحاول إرضاءهم فضمير الطفل يتحرك في داخله، ويوجهه حيث الصدق، والأفعال الطيبة.
كان في الناحية شاب عاطل عن العمل تقدمت به السن، وكان أمله في الحياة أن يحصل على وظيفة وأموال وزوجة ومنزل، وحين بوجود السيد ذهب إليه، وسأله المساعدة لتحقيق حلم الزواج فهناك حاجة لمبلغ كبير وأحب السيد مداعبة الشاب فأمرهم بإعطائه مبلغا بسيطا أثار حفيظته، فقال ، إن هذا المبلغ لايكفي، وهو بحاجة الى مبلغ أكبر، ولكن السيد أصر على منحه مبلغا بسيطا، وقال له، إنا اعطيك هذا القليل والباقي يعطيكياه الله، الشاب قال للسيد لقد ذهبت الى الله، لكنه قال لي إنه اعطى كل المبالغ للسيد، وأمرني بسؤالك، فالأموال جميعها لديك. ضحك السيد، وقال أعطوه كل مايحتاج إليه.
الله منح بعضا منا السلطة والمال والنفوذ والقرار، وبقية الناس يحتكمون إلينا في قضاء حاجاتهم ومطالبهم، ووفقا لحركة الضمير يمكن أن نقدم لهم مايحتاجون إليه، فإذا تعطل الضمير لن يحصل الناس على حقوقهم.