recent
أخبار ساخنة

الرابح الثاني في الحرب الاوكرانية

الحرير/
بقلم : د. كمال فتاح حيدر 
تناولنا في مقالة سابقة الرابح الأول في الحرب الاوكرانية، وسنتناول هنا الرابح الثاني. وحقيقة الامر ان المركزين الاول والثاني على منصة الفوز تتقاسمهما الصين والولايات المتحدة الامريكية، لكننا وضعنا الصين في المقام الأول، ثم وضعنا امريكا خلفها. .
لقد تجاوزت الحرب الاوكرانية عامها الأول، ودخلت في العام الثاني من دون ان تسفر الاشتباكات عن المنتصر أو الخاسر فيها، لكن التقارير الدولية تؤكد ان شركات النفط الامريكية هي التي استحوذت على الربح الأوفر من تداعيات الحرب، وبالصيغة التالية المعلن عنها في تلك التقارير:-
- لقد غنمت الشركات النفطية الامريكية حوالي 200 بليون دولار من تداعيات أسواق الطاقة العالمية، وعلى وجه الخصوص بعد تبنيها فرض الحصار على روسيا، ومنعها من تصدير الطاقة (النفط والغاز) إلى البلدان الأوروبية، فكانت الشركات الامريكية هي المستفيد الاول في تغطية احتياجات أوروبا من النفط والغاز. وهي التي كان لها الدور الفاعل في إشعال فتيل الحرب الروسية الاوكرانية وضمان ديمومتها حتى تضمن لشركاتها تحقيق المزيد من الأرباح والمكاسب، غير آبهة للدمار الذي تخلفه هذه الحروب، وهذا ما كشفته الحرب حتى الآن، إذ نجحت شركاتها في تحقيق اهدافها الانتهازية المعلنة على صفحات تقرير نشرته وكالة (ستاندرد أند بورز). .
نحن هنا نتحدث عن البيانات المعلنة بهذا الشأن اعتبارا من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 2022، والاشهر اللاحقة من هذا العام، وهي الآن تواصل انتهاز الغياب الروسي لكي تجني المزيد من الارباح على حساب الدمار الذي عصف بأوكرانيا، فحلت الشركات الامريكية محل الفراغ الذي تركته الشركات الروسية في هذا المضمار، وربما كان شركة (Exxon Mobil) ورئيسها التنفيذي (Darren Woods) هو صاحب الحظ الاوفر في تحصيل الغنائم، وله حصة الاسد البالغة حوالي 52%، أي ما يعادل 35 بليون دولار. .
فقد كشفت نتائج أعمال إكسون موبيل عن قفزة قياسية في أرباح الربع الأول من العام الجاري، وأوضحت أن أرباحها في الربع الأول فاقت ضعف تقديراتها على أساس سنوي مقارنة بالعام الماضي مدفوعة بزيادة الطلب، حسبما ورد في تقرير نتائج الأعمال المنشور على الموقع الإلكتروني للشركة، يوم الجمعة 28 أبريل / نيسان 2023. وبالتالي فأن شركات الطاقة الأمريكية العملاقة تجني المكاسب الهائلة من الحرب في أوكرانيا، بينما تحاول الحكومة الضعيفة في اوكرانيا مطالبة تلك الشركات بالتبرع ببعض هذه المكاسب، آخذين بعين الاعتبار إن تلك المكاسب الهائلة ستطيل الحرب بشكل غير مباشر، حتى إن بعض المسؤولين الأوكرانيين قد طالبوا بإعادة توزيع الأرباح لتصحيح مجريات الأحداث. .
ختاماً لابد من الاشارة إنّ تفجير الحروب وافتعال الازمات هو المبدأ الذي انتهجته أمريكا. التي نشأت منذ ولادتها على الحروب والانتهاكات والصراعات. شهد بهذا المؤرخ الأميركي (بول أتوود) في كتابه: (الحرب والإمبراطورية: طريقة الحياة الأمريكية)، الذي صدر عام 2010، وقوله: (ظلت الولايات المتحدة شريكا في معظم الصراعات والحروب الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط والمناطق المحيطة بها، والتي أصبحت فيما بعد المناطق الأكثر تضرراً من الحروب الخارجية التي شنتها الولايات المتحدة). .
وهي الآن في طليعة المستفيدين من مآسي الحرب الروسية الاوكرانية. .
google-playkhamsatmostaqltradent