recent
أخبار ساخنة

يخضع للتعذيب حتى الموت أو الاعتراف

الحرير/
بقلم : د. كمال فتاح حيدر 
هذا هو المصير المحتوم الذي كان ينتظره كل معتقل في السجون العربية منذ زمن بعيد، وهذا هو المسار التعسفي الذي سارت عليه معظم الاحزاب الثورية الديمقراطية التحررية الوطنية الوحدوية النضالية (العلمانية منها والاسلامية والمسيحية)، وليس عندي ادنى شك أنكم لمستم هذه الحقيقة بأنفسكم، وربما كنتم ضحية من ضحاياهم. ولست مغالياً إذا قلت انكم قرأتم عنها، أو شاهدتموها في التلفاز، أو على شبكة اليوتيوب. . 
فقد تكررت صورة الجلاد في كل مرحلة من مراحل الأنظمة المتسلطة على رقاب الناس بالنار والحديد. وظهر الجلاد بشحمه ولحمه في بث مباشر وهو يوجه رجال أمن الدولة بوجوب إخضاع المتهم لأقسى وأشد درجات التعذيب النفسي والجسدي حتى يعترف أو يلفظ أنفاسه. جاءت تلك التوجيهات بالصوت والصورة على لسان رفعت الأسد، وعلى لسان غازي كنعان، وعلى لسان علي حسن المجيد، وصلاح نصر، وحمزة البسيوني، وناظم گزار. .
البارحة وعن طريق الصدفة شاهدت اللقطات المأساوية التي يظهر فيها الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي وهو يتشبه بالكلب المربوط بسلسة في فيلم (إحنا بتوع الأتوبيس)، فولدت عندي فكرة كتابة هذه المقالة. .
يقول الاستاذ مدبولي رحمه الله: ان مشهد تقليد الكلب في الفيلم كان حقيقة في سجون حمزة البسيوني في عصر عبد الناصر. . وذكر ان جاره كان معتقلا، وتمكنت زوجته بعد عناء من زيارته، ذهبت إلى السجن الحربي، فوجدت نفسها وجها لوجه أمام الجلاد حمزة البسيونى، الذي أمر بجلب زوجها بوضعية الكلب للإمعان بإهانته أمام زوجته، فقال له البسيوني: انت ايه ؟!
فأجاب قائلا : انا كلب يا بيه.
و قال له: الكلب بيعمل ايه ؟. .
قال: بيهوهو يا بيه.
قال له: طب أعمل زى الكلب. . 
نعم. هذا ما تختزنه ذاكرتنا عن منجزات الأنظمة السادية الغارقة في الدموية والإجرام، وهذا ما شهدناه بأنفسنا، وهذا ما تعايشنا معه في جمهوريات الخوف والرعب والفزع، فأخزاهم الله في الدنيا والآخرة، وكانت نهايتهم كلهم التعفن في مزابل التاريخ. .
google-playkhamsatmostaqltradent