recent
أخبار ساخنة

صراحة بسياسات كاذبة !

الحرير/
بقلم/حسين الذكر
في بعض المواقف السياسية والملفات الحياتية يحدث منافسة وخصام تستخدم فيه الاسلحة الفتاكة ويكون الاعلام هو الوسيلة والسلاح بهذه الحروب السرية والعلنية سيما تلك الدعائية وان كانت بصبغة سوداء .. وقد اشتهر هتلر ووزير اعلامه غوبلز في الحرب العالمية الثانية بتمجيد الكذب : ( اكذب ثم اكذب ثم اكذب .. حتى يصدقك الاخرون ) .
 ينبئنا التاريخ ببعض بطونه التي ليس كلها صحيح عن بعض المواقف الصريحة التي تجلت على لسان رجالات السياسة والعسكرة والفلسفة ... وقد اعجبتني جدا صراحة أبو طالب زعيم قريش حينما قابل ملك الحبشة النجاشي الذي جاء بجيشه لهدم الكعبة .. فجرى هذا الحديث بينهما : - 
النجاشي : - ( من انت وماذا تريد ..)؟ 
أبو طالب : ( انا زعيم قريش وقد أسِرَ رجالك حارسين ومعهم ابلي وجئتك مطالبا اطلاق سراحهما واسترجاع الابل ، فلا غنائم قبل الحرب ).
النجاشي : ( ويحك من زعيم انت ، تترك الكعبة وأهلها .. وجئت تطالب بأبلك ) ...
أبو طالب : ( انا رب الابل .. وللبيت رب يحميه ) .!  
اثناء حرب الجمل ، اكثر علي بن ابي طالب من المناداة على معاوية بن ابي سفيان للخروج الى مبارزته وانهاء الحرب بقتل احدهما .. يقول معاوية : ( لقد ناداني ابن ابي طالب حتى استحيت من نفسي وقومي فأستشرت وزيري عمرو بن العاص ، ما العمل ) ؟ .
فقال عمرو : (  لقد انصفك الرجل .. اخرج لقتاله ) ؟ . 
معاوية : ( والله لم تخلفني بنصحك منذ استشرتك الا هذه المرة ، اراك طمعت بها لنفسك ، انه (علي) وليس غيره  يا عمرو ) !  
أواخر أيام الحرب العالمية الأولى .. عقد اجتماع لقيادات سياسية وعسكرية وحزبية المانية دون علم الامبراطور الالماني ، حضره الجنرال لودندورف رئيس اركان الجيوش الألمانية وبطل الحرب ويعد اقوى شخصية عسكرية حينها .. 
ساله المجتمعون : ( كم يوم سيصمد الجيش الألماني ) ؟ 
فقال : ( يا سادة .. ان الجيش الألماني ما زال متماسك لكن الجبهة الداخلية وضغط الحرب مع هجوم وشيك للحلفاء قد ينهار الموقف ولا نستطع الصمود اكثر من يومين ) .. !
فقالوا له : ( طيب ما الحل من وجهة نظرك ومسؤوليتك العليا ) ؟. 
فقال موجها سؤال لهم .. : ( ما هو الأهم الامبراطور ام المانيا ) ؟  فقالوا جميعا : ( المانيا ) .
عند ذاك تحدد مصير الملك ووضعت الحرب اوزارها .. فهتف لودندورف وردد معه المؤتمرون : ( فلتحيا المانيا ) . 
تذكر مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الامريكية في كتابها : ( مذكرة الى الرئيس المنتخب ) .. تطرح وجهة نظرها بقمة الصراحة والجراة وروعة الاسلوب ، تشرح مهام السلك الدبلوماسي الأمريكي ..
قائلة :- ( دبلوماسيتنا في السياسة الخارجية تكمن باقناع الاخرين بما نريد .. او بالأحرى نجعلهم يريدون ما نريد سواء كان ذلك بالاقناع او القسر ) .
سئل الفيلسوف الإيطالي زنكا ق . م عن الحقيقة فقال : ( الحقيقة هدف كبير غامض وبعيد المنال .. فانه يحتاج الى عمر طويل وخبرة كبيرة وسرعة خطوات .. فيما انا قصير العمر واحبو اليها حبوا وهي ما زالت في مكان بعيد جدا جدا عني ) .
google-playkhamsatmostaqltradent