الحرير/
🖊 عمر الناصر
مازالت الكثير من الاحزاب السياسية لم تستوعب فكرة خسارة الانتخابات ، لانها مازالت مصرة على السير بنفس النهج والوتيرة دون للجوء لمراجعة وتقييم المسيرة السياسية ،لتلافي الاخفاقات والسلبيات التي اكتنفت التحوّل الديموقراطي بعد التغيير عام ٢٠٠٣ ، بل ولم تدرك لحد هذه اللحظة بأن هنالك ضرورة مُلحة لاتخاذ نهج مغاير ومختلف لدعم وتمكين الحركة التصحيحية في تعديل مسار السياسيات الفاشلة بتجربة ادارة الحكم في البلاد خلال حقبة العشرين سنة الماضية ، البعض منهم مازال غير مؤمن بمبدأ الاعتزال التدريجي للعمل السياسي ، والاخر لم يحتمل فكرة تكسير شرنقة مغادرة عقلية المعارضة والانتقال الى اهمية الدفاع عن مفهوم مبادئ الحكم الرشيد ومشروع بناء دولة المؤسسات ، لتوفير سبل الوصول لادوات المواطنة والعدالة الاجتماعية القادرة على احداث التغيير، الذي يراهن عليه الشعب وبقية الكتل السياسية المقاطعة والعازفة والممتعضة من الذهاب لصناديق الاقتراع.
لم تبقى زاوية في جسد العملية السياسية الا وضرب الفشل والفساد ادق جزئياته ، حتى بدأت المنتظم السياسي ينشطر على نفسهه ليؤسس حركات جديدة بغية سحب البساط من تحت الاخرين ، او لاستقطاب الجمهور المؤدلج والمحتكر بحيّل سياسية واعلامية دون وجود جراءة لتغيير الافكار الانطوائية والانفتاح على الجميع دون استثناء لجعلها لبنة حقيقية لمشروع بناء الدولة المدنية الحديثة، في ظل غياب الهوية الوطنية وعدم وجود افكار مستحدثة جديدة لاعادة بناء الانسان العراقي ، الذي اصبحت لديه ذاكرة سمكية مصابة بالزهايمر ، الذي اصيب بحمى التدهور الاخلاقي المتأثرة بالايدلوجيات الهجينة التي لاتتناسب مع عادات وتقاليد المجتمع الاصيلة.
بالرغم من ان نسبة كبيرة من الطبقة السياسة القابضة على السلطة قد عايشت ديموقراطيات تجارب الدول المتحضرة ، واطلعت على الطرق غير التقليدية في التواصل مع الجمهور ، وكيفية كسب الشارع والنزول لتفكيرهم والانصات لاصواتهم ، الا انهم مازالوا عازمين على تحقيق غايات سياسية وحزبية مؤقتة ، تتناقض مع طموحات الشارع وتطلعاته المشروعة في البناء والتنمية المستدامة ، ولازلنا نرى بأن هنالك ضعف واضح في عملية جس نبض الجمهور باستطلاعات رأي احترافية تتطابق نتائجها كلياً مع الواقع السياسي ،ولكي تعطينا مؤشرات واقعية عن النسب المئوية لارتفاع وانخفاض مناسيب ميزان السخط و الرضى للاحزاب المشاركة بالعملية السياسية ، لذلك تجد اليوم ان عددا من الاحزاب والقوى السياسية بدأت تصاب بضمور وانكماش واضح ،والبعض منها اصبح قاب قوسين او ادنى من الافول والانكفاء، بعد ان اصبح الجمهور فاقد للثقة كلياً بجميع الوعود الانتخابية ،في ظل تزايد واضح وملموس واتساع واضح بحجم الهوة والفجوة بين الاغلبية الصامتة والاحزاب السياسية التي مازالت متمسكة بورقة المحاصصة ، والتي ترفضها هذه الطبقة والنخب المؤمنة بالمواطنة وبناء دولة المؤسسات.
انتهى ..
خارج النص / الاستعداد النفسي لقبول فكرة الاعتزال التدريجي للعمل السياسي اصبح اليوم ضرورة حتمية.