الحرير/
بقلم : سهاد الشمري
لأول مرة ومن ٢٠٠٥ نلمس أن سياسةً متغيّرة ،أتخذتها الحكومة تختلف تماماً عن كُل السياسات السابقة التي أتّسمت بترحيل الأزمات ، ولم تلتفت لأي مشتركات خصوصاً مع إقليم كُردستان الذي كان دائماً يتعاطى مع الأحداث بجدّية وواقعيّة ،ويحاول جاهداً إيجاد المخارج لكثير من الأزمات التي شابت مجمل العملية السياسية،
لكن ومع الأسف لم تتعاطى الحكومات السابقة ولم تتفاعل مع الإقليم بإعتباره جزءاً مهماً من العراق الإتحادي ، حتى وصلنا الى نهايات كادت أن تعصف بالعملية السياسية وخصوصاً بعد الإنتخابات الأخيرة والتي مثّلت انتكاسة كبيرة بكل مجرياتها وأحداثها ، وبعد إنسدادٍ خانقٍ لأكثر من سنة لم يتقدم أحدٍ بحلولٍ ضامنة ، وتزمّت الكل برأيهِ وَوصَل العِناد لأشدّهِ ،
بالمقابل كان هنالك طرفاً ذكياً متمثلاً بالديمقراطي الكردستاني يعرف جيداً ويعلم علم اليقين بأن هذا العِناد سيقود البلاد لفوضى لايسلم منها أحداً ، وبحنكة وحكمة الزعيم مسعود بارزاني أنهى الإنسداد بإيثارٍ لم يقدم عليه أحد ، وتنازل عن منصبه المستحق برئاسة الجمهوريه لتمضي العمليةِ بسلام.
وكانت هنالك تعهدات قُطعت بأربيل بحل مجمل الخلافات وتطبيق بنود الدستور وفقراته المؤجلة وسن أهم القوانين قانون النفط والغاز ، ثم الولوج بباقي المواد المعطلة منها الماده١٤٠ وتطبيق إتفاق سنجار وتضمين حقوق البيشمركة بإعتبارهم جزءاً من المنظومة الأمنية العراقية .
كل المؤشرات تذهب الى أنّ هنالك إتفاقاً شاملاً سيعلن قريباً خصوصاً بعد زيارة رئيس الإقليم السيد نيجرفان بارزاني ورئيس وزراء الإقليم مسرور بارزاني لبغداد ولقائهم بكل الأطراف السياسية ، وحدث إتفاق مبدئي لأيجاد الحلول الناجعة لكُل القضايا الخلافية، ومن الواضح أن رغبةً إلتمسها الكل بعد هذا التفاهم الكبير مابين بغداد وأربيل بوجوبِ وجودِ تكاملٍ عابرٍ للوصول الى شكلِ علاقةٍ تحكمها الشراكة والتوازن والإتفاق ، وهذا هو المبدأ الذي شدّد ويشدّد عليه دائما الزعيم مسعود بارزاني بإعتباره طوق نجاة العمليّة السياسية وبرّ أمانها.
كل الأجواء الآن مهيئة للبدء بعملٍ جاد بتصفير الأزمات لوجود الإرادة السياسية لذالك بعد أن شعر الجميع بجِسام المرحلة ومخاطرها إن بقت الأمور بلا مخارج قابلة للتطبيق.
البحث عن شراكات مستدامة مع الإقليم أصبح من الضرورات التي وجَب تنفيذها للخروج من دوامة الخلافات لفضاء التفاهمات .