الحرير/
بقلم/د.محمد العبادي
ربنا أكرمتنا أن دعوتنا في ضيافتك بهذا الشهر الكريم ( هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم من أهل كرامة الله..) ربنا فتقبل منا اعمالنا وجافنا عن مواطن السكون والراحة .
ربنا أبعد عنا ذلك الإستغرق في مراتع اللهو التي ظهرت في البر والبحر والجو ،واطرد عن السياحة في فيافي الوهم وأراضيه المجدبة.
ربنا لقد انزلت علينا الرزق مدراراً فأوزعنا ان نشكر عوائد أياديك الواصلة، وموائدها المفروشة بالفوائد .
اللهم إنا نسألك في هذا الشهر الفضيل ان ترزقنا حلاوة مناجاتك بالتضرع والإنقطاع إليك .إلهي لقد فهمت لغة الإشارات والرموز التي تتكلم بها مع خلقك؛ بل شاهدت لغتك الصريحة ،فرأيت صديقاً لم يذرف على العشرين من عمره ؛قد تمكن الإخلاص من قلبه وحفظ ( دعاء مكارم الأخلاق ) ،وكان يردد مقاطعه، وانتهى به المطاف بمكارم الأخلاق ان توج شهيداً.
ورأيت عالماً عاملاً يكرر في سجدة العشاء ( ياخير المسؤولين وياخير المعطين ارزقني وارزق عيالي من فضلك..) ،وانتهت به رحلة السفر في هذه الدنيا ان استشهد مع أخيه وكتبت عائلته عندك في سجل الشهداء.ورأيت رجلاً يكرر ويطلب في دعائه (اللهم إني أسألك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب) واذا به قد إتكأ جالساً على أريكته ولفظ أنفاسه الأخيرة بهدوء وراحة و..و..الخ.
يا إلهي لقد أطعت نفسي الأمارة بالسوء،وقضيت دهراً في الغفلة قد ركبت فيه أنواع المعاصي،اللهم فتحنن عليَّ بلطفك واعطف عليَّ بمنّك واسلك بي سبل الرغبة إليك،ولاتكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً.
إلهي لقد توغلنا في غفلة منا ودخلنا ساحة العدو ،وحملنا غلاً للذين آمنوا بك وبمحمد وعلي وآلهِما؛ اللهم فأبدل ذلك بمحبة منك تلقيها في قلوبنا للذين آمنوا ،وأن ترزقنا عافية منك في نفوسنا تلبسناها .
اللهم إنا نسألك ان تحفظ ألسنتنا عن الجهر والثرثرة بالسوء ،وان تحفظ نظرنا وأسماعنا عن ما لايحل لنا من الإستماع لأهل الكفر والجور(وفيكم سماعون لهم) .
اللهم لقد أبدلت مَن أطاعك بالنظر إلى جميل تجلياتك وتوفير جوائز السائلين ،وان تناجيه في فكره وتكلمه في ذات عقله ،وان ينقلب بنور يقظة في الأبصار والأسماع والأفئدة.
اللهم ما أجمل حكمتك في فريضة الصوم ان يشعر الناس بالناس ،وأن يتساوى الجوع والعطش عند الصائم بالعطش والجوع عند أولئك الذين لم يعللوا معدتهم بكسرة خبز ( واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة )انها الحكمة التي تنهض بالتقوى من بين ذلك الجوع الممض(لعلكم تتقون).
إنها الحكمة التي تستنهض الإحساس من سباته ؛فيشعر بتؤامة الحس الأنساني ويساعد فيه الإنسان أخيه الإنسان(وتصدقوا على فقرائكم ومساكنكم)
اللهم إنا نسألك بهذا الشهر الكريم ان ترزقنا التصدق على الفقراء وأهل الحاجة بما خوّلتنا ورزقتنا من نعمك وآلائك.
اللهم إنّ الفضل كله لك بما أنزلت علينا، والفضل والمِنّة للفقراء ان أصبحوا سبباً في التقرّب إلى الله وقبول ذلك منا(ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه).
اللهم ان صلاتي ونسكي ومحيايي قد اصبحت رهينة الأهواء،وقد كبلتني المعاصي وجعلتني اخرج من جريرة،وأدخل في أخرى ،اللهم وإليك أنيب وعليك أتوكل في فك وثاقي،رب أدخلني مدخل صدق في بذل الكلم الطيب والعمل الصالح ،واخرجني مخرج صدق في هجرة المعاصي،ومنابذة أو هداية أهل المعصية.
اللهم إن لساني له موارده التي تعلقت بأذيال هذه الدنيا ،وإليك ألتجئ بجعله رطباً بذكرك وإستغفارك والصلاة على نبيك الأطهر،(أيها الناس إنّ انفسكم مرهونة بأعمالكم ففكوها بإستغفاركم...).
اللهم سدد ألسنتا للصواب بمنّك وانت ارحم الراحمين اللهم فسددنا فيما نقول ونفعل واصلح لنا اعمالنا واغفر لنا زلاتنا وعثراتنا:(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يُصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم).
اللهم لقد تقطعت بنا السبل،وتخلينا عن الوفاء بصلة أصدقائنا وأرحامنا،وأصبحت علاقاتنا ومودتنا عارضة(ومن وصل فيه رحمة وصله الله برحمته يوم يلقاه ).اللهم فاشعب صدعنا وصل لنا ما انقطع من حبل وصالنا،وانزل على قلوبنا الرحمة والشفقة والمودة ولاتقطع عنا رحمتك بماقطعناه مما أمرت به ان يوصل .
اللهم ان ساحات القرب إليك كثيرة فحبب إلينا الإيمان واعمر قلوبنا به وزيّن لنا طريقةالطاعة للوصول إلى المقصود ( الذي أحلنا دار المقامة من فضله).