الحرير/
بقلم : د. كمال فتاح حيدر
بداية لابد من الإشارة إلى ان مفردة (يعرج) تحمل في الفصحى معنيان ينطبقان على حركة الصواريخ المرسلة إلى الفضاء. فهي تعني الصعود والارتقاء نحو الفضاء، وتعني أيضاً السير في طريق متعرج أو متدرج. والمسار المتعرج يختلف عن المسار المستقيم، وهذا ما ينطبق تماماً على حركة الصواريخ المنطلقة من الأرض نحو الفضاء الخارجي عبر مسارات متعرجة. .
والمقصود بالبوابات هي القواعد المثالية المبنية في اماكن منتخبة فوق الأرض لاطلاق الصواريخ، والتي ينبغي ان تكون قريبة من خط الاستواء. لأن الأرض تدور بشكل أسرع هناك، وهذا يعطي الصواريخ دفعة كبيرة مقارنة بالمناطق القريبة من القطبين، فسرعتها في المناطق الساخنة تقدر بنحو 1669.8 كيلومتراً في الساعة. ويراعى أن تكون القاعدة بعيدة عن التجمعات السكانية كي لا تتسبب بأضرار بيئية أو بشرية. ثم ان الصاروخ يحتاج إلى تسريع لا يقل عن 17800 ميل في الساعة ليحلق فوق معظم الغلاف الجوي بمسار متعرج. .
كلنا نراه ينطلق رأسياً في بادئ الأمر، لكنه يميل تدريجياً نحو الشرق، وذلك من اجل استغلال حركة دوران الأرض من حيث مبدأ التسارع. فيشق طريقه بزاوية تمنع تأثير الجاذبية السلبية أثناء مروره عبر الغلاف الأرضي. .
لدينا الآن أكثر من عشرين بوابة سماوية أو قاعدة فضائية مخصصة لإطلاق المركبات الفضائية في أماكن متفرقة من العالم. أشهرها:-
- مركز جويانا للفضاء (Guiana Space Centre)، هو مركز فضائي فرنسي وأوروبي بالقرب من كوروا في جويانا الفرنسية على ساحل المحيط الأطلسي بأمريكا الجنوبية، أُنشأ عام 1968 قرب خط الأستواء حتى يناسب إطلاق الصواريخ في اتجاه الشرق. .
- قاعدة كاب كانافيرال (Cape Canaveral) بولاية فلوريدا جنوب شرق الولايات المتحدة، وتوجد فيها 4 منصات لإطلاق الصواريخ. ويقع شمالها مركز كينيدي للفضاء، الذي تديره (ناسا) على جزيرة ميريت، ويرتبط الإثنان بقنطرة وممر طويل. .
- قاعدة بايكونور الفضائية، وتقع في منطقة معزولة وسط كازاخستان. على بعد 200 كم شرق بحر آرال بالقرب من مدينة تيوراتام. وتشرف عليها روسيا الاتحادية منذ زمن الاتحاد السوفيتي. .
- هناك بعض التوتر الدولي يتمثل بالخوف من عمليات الإطلاق الفضائية من الصين وكوريا الشمالية، والتي تميل إلى المرور فوق أجزاء من اليابان. .
يزعم الكثيرون أنه يمكن إطلاق الصواريخ من أي مكان على الأرض، إلا أنهم يؤكدون ان بعض المواقع أفضل بكثير من غيرها من الناحية العملية. .