الحرير/
بقلم/حسين الذكر
استوقفني تمثال الخليل بن احمد الفراهيدي الشامخ بقلب مدينة البصرة .. ذلك العالم والفقيه النحوي البصري الذي ابدع بعلوم اللغة العربية و قواعد موسيقى النصوص الشعرية في القرن الهجري الثاني .. حيث ذكرتنا خليجي البصرة بالكثير من تلك المعالم والرموز التي تتحدث عن تاريخ حضاري حافل بالمنجز الاسلامي بزمن كنا فيه قبلة ومنارة عالمية فيما نسعى اليوم ومن بوابة الرياضة لرسم خارطة الطريقة لنبش الرواسب وهدم المتكدسات من التجهيل والتضليل مما شاب تاريخنا لنعيد وهج الحضارة المتقد هنا منذ قرون متوثبين للعثور والامساك حد التشبث فيه ..
شوارع البصرة فيها صور شتى عن تلك المشاعر الجياشة المعبرة عن اتقاد الروح العربية الاصيلة لانجاح خليجي البصرة غير المحصورة ولا يمكن تعريفها من خلال المستطيل الاخضر ..فان ما رافق وولد من رحم البطولة اكبر بكثير من المردودات الكروية البحتة ..
اصطحبت بعض اخوتي وزملائي الخليجيين والعرب نستكشف بعض جواهر الحضارة التي دفنتها السياسات الخاطئة والاجندات المستهدفة .. وقد لاحظت البصريين سيما الشباب منهم لا يكتفوا الترحيب الحار والتهليل بالضيوف بل اخذوا يقبلوهم ويلتقطوا الصور مع اي رمزية تشير للاخوة العربية عقال كانت او عمة عمانية او خنجر يمني او
جلابية خليجية .. واي دلالة تصب بهذا المعنى فهم يشعرون بالفخر ويتطلعون للبطولة بوابة للانطلاق نحو واقع جديد بكل ما يحمل .. بل يشعرون بدفق وجداني متبادل للعودة للذات وجزئها المفقود ونصفها المغيب والمعزول .. ليصبح البصريون على لحظة تاريخية عاد بها وهج اللقاء وحلم الجمع الذي اصبح حقيقة ..
فيما وجهت لنا كثيرا عمن يستحق كاس الاستثناء .. ومع معرفتي للمعنى الحرفي لفحوى السؤال لكن نظري ينقاد طوعا وجبرا للنظر اليه من زاوية اخرى .. فقد ابهرت باداء وروح وكرم اهل البصرة وما يستحقوه وكذا لاولائك الرجال العاملين بجد وسهر واخلاص منذ مدة طويلة قدموا هدفية النجاح على كل شيء .. كذلك الى حشودنا الجماهيرية الزاحفة من كل مكان لتبصم باصعب المواقف حتى اصبحت علامة فارقة ظاهرة .. وكذا للصحافة والاعلام العراقي ممن قدموا الكثير من الجهد الابداعي اللامحدود لدعم التتويج الاستثنائي للبصرة .. واذ اسجل هنا بعز وفخر وامتنان كل المواقف المشرفة التي تغاضت عن الصغائر وتاقت وارتقت بخطابها نحو تحقيق الهدف الاسمى وانجاح البطولة .. فاننا نضع هلالين من الاعجاب والشكر والثناء ورفع القلم وسيل الحبر وبصم المفردة حقا وجهرا الى كل الفعل الجاد والنوايا الحقة التي ابداها زملائنا الاعلاميين العرب عامة وقناة الكاس خاصة ومجلسها الاعلامي بحضوره الحاضر المميز ممن بذلوا جهود ميدانية مضنية بشبكة مراسلين ومصورين باحثين عن كل ايجابية للبطولة لغرض ابرازها وايصال معناها ودوي صوتها للعرب والعالم .. فيما غضوا الطرف وعيا وانتمائا عما دون ذلك .. بفلسفة متعالية وادارة وتوجيه لا يمكن الا ان اتحسسه بجنبة جذرية تبدا وتنصهر برباط الاصالة .. ولا يسعني الا ان اهديهم كاس التتويج بعد ان حولوا الاعلام والبرامج الرياضية الى دروس ورسائل انسانية واحاسيس وطنية قومية وثقافات حضارية لا تعزل او تفصل عن لحمتها ومحيطها العربي الذي عاش من قبل عرس الدوحة وها هو يتواصل بكرنفال وهج البصرة بسلسلة عطاء ابتدات وانطلقت ولن تنتهي عند حدود معينة .. وهذا ما قراته وسمعته وشاهدته بجولاتهم ومراسليهم وعامليهم وملاكاتهم وقبل الجميع استوديوهام الاشهر الكاس بمحورها وموقفها الخالد ( خالد جاسم ) ..