recent
أخبار ساخنة

أبواق وظيفتها الشتائم واللعنات

الحرير/
بقلم: كمال فتاح حيدر
انتشرت في الفضائيات العربية ظاهرة الشتائم واللعنات، والتجريح وقذف الاعراض، والتحدث بألفاظ فاحشة وعبارات نابية، وما الى ذلك من الكلام المسيء الذي يستهدف مجموعات بعينها، بكلمات مشينة لم نألف سماعها في بيوتنا. ولم نتوقع ان نسمعها مباشرة على الهواء. .
وانفرد بعض المسيئين في إدامة هذه الظاهرة، حتى صارت لدينا فضائيات متخصصة بفنون الإساءة للغير. وتكاد تكون معظمها لأسباب شخصية أو بدوافع نابعة من خلافات سياسية أو رياضية، أو بسبب خلافات في الآراء ووجهات النظر. .
المثير للغرابة ان زوابع الشتائم واللعنات سمعناها لأول مرة من القنوات المصرية على لسان مرتضى منصور، وتوفيق عكاشة، وباسم يوسف، واحمد آدم، ثم انتشرت في شرق البلاد العربية وغربها، وتصاعدت وتيرتها عبر الفضائيات العراقية والمغربية. وظهر يوسف علاونة على صفحاته (عشرات الصفحات) ليصب شتائمه ولعناته باساليب لا تخلو من التهريج والثرثرة المسيئة للناس. .
كنا نأمل ان تصبح الفضائيات وسيلة لنقل الثقافة وتوسيع انتشارها، وتجديد معطياتها وتطوير أدواتها وأساليبها؛ لتلبي احتياجات المجتمع في التثقيف ونشر الوعي وزيادة المعرفة ونقل الخبر الصحيح. لكن بعضها تحول اليوم إلى منابر للمهرجين والكذابين وشذاذ الآفاق، ووصل الاستهتار بمقدمي بعض البرامج الساخرة إلى الاستعانة بالمؤثرات الصوتية بغية الاستخفاف بالناس والتندر عليهم. ناهيك عن هزال المضمون الثقافي الذي تقدمه الفضائيات العربية، وافتقاره إلى الشمول والتنوع، والميل إلى التسطيح واللجوء إلى الإثارة. .
المؤسف له إن معظم ما يقدم في هذا الإطار صار يميل إلى الاستعانة بلغة أبناء الشوارع في تشويه صورة الخصوم وتلطيخ سمعتهم. بل وصل الاستهتار والتمادي إلى توجيه المضخات والابواق الإعلامية إلى توجيه مدافعها نحو الاقليات والقوميات والطوائف. حتى فقد المشاهدون الأمل بمعالجة هذه الامراض الإعلامية المزمنة، فاغلقوا نوافذ الفضائيات، واعلنوا مقاطعتهم للبرامج التلفزيونية المسيئة حتى لا يسمعها أطفالهم، وحتى لا تزعجهم. .
google-playkhamsatmostaqltradent