recent
أخبار ساخنة

البكاء بعين واحدة

الحرير /
بقلم: كاظم فنجان الحمامي 
أرأيتم كيف اصطفت الفصائيات العالمية، (بضمنها العربية والعراقية طبعا)، في إنتقاد الانتهاكات التي تقع في بلدان بعينها، لكنها تتجاهل الانتهاكات نفسها إذا وقعت في البلدان (المعصومة إعلاميا) من ارتكابها ؟. .
حتى اعلامنا المحلي في العراق صار يذرف الدموع من عين واحدة، بينما يغلق عينه الأخرى، كي لا يرى بشاعة الممارسات المكشوفة أمامه. .
نحن لا نتكلم عن إزدواجية المعايير، ولا عن الكيل بمكيالين، بقدر ما نريد لفت الإنتباه إلى الأخبار والبرامج التي تبثها مراصد القراصنة، الذين يضعون غطاءً اسوداً على عينهم الثانية. .
فسقوط امرأة برصاص البوليس في شوارع العاصمة (X) يختلف عن سقوط النساء كلها برصاص البوليس في شوارع العاصمة (Y)، ووجود ثكنات للجيش الروسي على أرض الدولة (S)، يختلف عن انتشار القواعد الأمريكية على أرض الدولة (Q)، والقرصنة على سفينة في البحر الأبيض المتوسطة، ومصادرة حمولتها على يد قوات الناتو، تختلف في نظرهم عن قرصنة القوارب الصومالية ضد السفن التجارية الماخرة في خليج عدن. وتعطيش قطعان الجواميس في اهوار جنوب العراق، أهون مليون مرة من تعثر بقرة واحدة في شوارع بومبي، فالخبر المقروء هنا من اليمين إلى اليسار، يختلف عن الخبر المقروء هناك من اليسار إلى اليمين، حتى لو كان مترجما بلغة الجوجل. .
ما أثارني لكتابة هذه المقالة، هو الفرحة الغامر التي طغت على أخبار معظم الفضائيات، عندما تعرض جسر جزيرة القرم للتدمير والتخريب بعربة اوكرانية مفخخة، لكنهم اشتركوا في التباكي بعين واحدة عندما جاء الرد الروسي بصواريخ استهدفت البنى التحتية في العاصمة كييف. .
ففي الوقت الذي يفترض ان ندين الخراب والدمار مهما كان نوعه وحجمه، ينبغي ان لا نؤيده هنا، ونشجبه هناك، وينبغي ان لا نصفق هنا ونلطم على رؤوسنا هناك. .
google-playkhamsatmostaqltradent