recent
أخبار ساخنة

الديك الفصيح ..

 


الحرير/

بقلم/سعد عبدالوهاب طه

لي صديق له إبن وحيد وصل في دراسته إلى السادس العلمي ، ولم يكن متميزا في دراسته ولكن أبوه اراد أن يصنع منه طالبا متميزا ومثالا للمتفوق الجاد في مستوى تعليمه مابين أقرانه ، فعمد منذ اليوم الأول للعام الدراسي في حينها أن يجعل له لكل درس من الدروس المقررة ، مدرسا خاصا ، فأخذ يتسائل عن هذا المدرس وذاك إلى أن أكتمل نصاب المدرسين وباشروا مع إبنه في التدريس وعلى شكل مراحل تتقدم بتقدم الأيام ، وهكذا أصبح باب الدار وكأنه خلية نحل ، مدرس داخل وآخر طالع ، وجاءت الإمتحانات النهائية والمدرسون بتواصل تام ، ومثل ما بدأت ، فأنها انتهت ، وجميع من كان متابعا باتوا متلهفين لما ستؤول له النتائج ، وظهرت النتائج وكانت ليست على مايرام ، إذ أن نتيجته كانت مكملا بدرسين ، ومعدل درجات الدروس التي نجح فيها لاتتجاوز الستين ، مما حدا به أن يقفل على ترك امتحانات الدور الثاني ، بمباركة أبويه ، وحل العام الدراسي الجديد الذي ابتدأ بمثل ما بدأ العام الذي سبقه ، وجاؤوا له بأفضل المدرسين بغية ضمان نجاحه بمعدل متميز عن العام المنصرم ، وحقيقة الأمر ،  فأني أصبت بالدهشة وخيبة الأمل لما أصاب صديقي هذا وعلى ما بدد من أموال وكنا حينها نعيش أيام الحصار الأقتصادي ، والمادة شحيحة ، وهكذا بدأت مرحلة جديدة من مراحل معارك الدراسة ، وتم تهيئة مدرسين بعدد الدروس التي سيؤدى بها الإمتحانات النهائية ، واخذت الأيام بنهاراتها ولياليها بالتسابق للوصول نحو الغاية والهدف المنشودين ، وبدأت الإمتحانات الوزارية مرة اخرى ، وظهرت النتائج ، إلا أنه لم يفلح في تحقيق ما أبتغاه أهله ولا مبتغاه ، صحيح أنه أجتاز الإمتحانات بنجاح ، إلا أن المعدل العام كان أقل من سبعين درجة بنحو اربع درجات ، وهنا أحب أن أشير إلى أن الدراسة وأستيعاب الطالب للمواد المقررة ، لاتتم وفق هذه القياسات الخاطئة مالم تتوفر الارادة الحقيقية للاستيعاب والفهم الدقيق لما يدرسه الطالب ، وهذا لن يتحقق مالم يكن هناك تفتح ذهني وتفاعل تام ومطلق مابين الادراك الحسي واساليب التدريس ، ومقدرة الطالب الإستيعابية ، إذن لايمكن لطالب محدود القدرات أن يستوعب  ويتفاعل لتحقيق متطلبات التفوق والتميز ما لم تكن له المقدرة في التفاعل وفهم الأفكار واستنباطها والحصول على أفضل الإجابات تماشيا مع ما تم طرحه من مواد دراسية عليه وإلا فكيف الحال مع أؤلائك الطلاب الذين يجتازون الامتحانات بتفوق يؤهلهم في الدخول لأرقى الكليات ولم يروا مدرسا خاصا أو قل حتى من دخول معهد تقوية ، ولنا في هذا المجال تجارب عديدة مع أبناء اصدقائنا وهم كثر ، وصدق المثل القائل ، الديك الفصيح ، من البيضة يصيح .


                                      

google-playkhamsatmostaqltradent