recent
أخبار ساخنة

هل ستزيح روسيا العراق من السوق الهندية ؟

 


الحرير/

بقلم/د. نبيل المرسومي 

استاذ علم الاقتصاد في جامعة البصرة

كان من نتائج الحرب الروسية – الأوكرانية أن اصبح العالم اقل تكاملا وافضى ذلك الى تغيير في نمط التجارة العالمية وتوزيعها الجغرافي ومنها تجارة النفط إذ تغيرت الوجهة الجغرافية لجزء كبير من الصادرات النفطية الروسية من الغرب الى الشرق ، ونجحت سياسة الخصومات السعرية التي منحتها روسيا لنفطها المصدر الى آسيا في الاستحواذ على جزء مهم في السوق الاسيوية وخاصة في الهند اذ لم تكن روسيا تصدر للهند سوى 66 الف برميل يوميا قبل الحرب غير انها تضاعفت عدة مرات اثناء الحرب لتصل الى 819 الف برميل يوميا مما أدى الى ان تصبح روسيا المورد الثاني للهند بعد العراق بعد ان ازاحت السعودية من المرتبة الثانية الى المرتبة الثالثة .  لقد دفعت العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا العديد من مستوردي النفط لوقف التعامل التجاري معها مما دفع أسعار الخام الروسي في المعاملات الفورية إلى الانخفاض بدرجة كبيرة بالمقارنة بخامات أخرى. وأتاح ذلك فرصة للمصافي الهندية، التي كانت نادرا ما تستخدم النفط الروسي بسبب ارتفاع تكاليف الشحن، لاقتناص صفقات الخام الرخيص. ويبدو ان العراق يحاول ان يحصل على حصص سوقية جديدة في السوقين الاوربي والامريكي بعد الحظر الغربي على النفط الروسي ولتعوض اي كمية يمكن ان يخسرها العراق في السوق الهندية ولذلك جاءت تسعيرة سومو لنفط البصرة المتوسط المصدر الى اوربا خلال شهر تموز القادم بخصم 7.60 دولار للبرميل عن خام برنت ، وبخصم 1.70 دولار للبرميل دون مؤشر أسكي للنفط المصدر الى امريكا ، فيما حددت السعودية سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف إلى أوروبا بزيادة قدرها 4.30 دولار للبرميل مقابل خام برنت في تموز، وللولايات المتحدة بزيادة 5.65 دولار مقابل مؤشر آسكي . ويبدو الاختلاف كبير بين التسعيرة العراقية والسعودية و لايمكن ان يعزى ذلك فقط الى اختلاف الخصائص الكيميائية للنفطين اذ ان النفط العربي الخفيف ذو درجة كثافة 36-40 وبمحتوى كبريتي 1.78% في تبلغ درجة كثافة خام البصرة المتوسط 29 وبنسبة كبريت 3% . وانما يرتبط  ايضا بالتغيير في السياسة التسويقية للنفط العراقي .

google-playkhamsatmostaqltradent