الحرير/
بقلم / كاظم فنجان الحمامي
تكلمنا في مقالات سابقة عن ممر (واخان) باعتباره الذراع الأفغاني الممتد نحو الصين، لكننا سنتحدث هذه المرة عن المعابر الحدودية الثلاثة بين أفغانستان والصين. .
فعلى الرغم من أن المنطقة بأكملها تتخللها مسارات صعبة مخصصة لمرور العربات الجبلية والبغال. ولا يمكن الوصول إليها بشكل عام خلال أشهر الشتاء. فأنها لم تخضع للتطوير، باستثناء توفير الوصول الآمن لقوات حرس الحدود. .
تمثل الممرات الثلاثة، وخاصة ممر وادي (تشالاجيجو) وممر جنوب (واخير)، تحديات هندسية وإنشائية معقدة لجعلها مؤهلة للنقل البري. فسلسلة جبال (بامير) غير مستقرة وعرضة للانهيارات الأرضية، بينما يصار الى تعطيل طريق (كاراكورام) السريع المؤدي إلى باكستان بشكل منتظم بسبب تلك الانهيارات الصخرية. بالإضافة إلى ذلك، فإن أشهر الشتاء - من أكتوبر إلى مارس - تجعل الطرق آمنة بسبب الظروف القاسية. ولا يوجد مبرر اقتصادي لتطوير أي من هذين المسارين. إلا انه من الممكن تطوير ممر شمال Wakhijir وقد قام الجيش الصيني بالفعل بتعبيد مقطع لطريق سريع لمسافة 80 كم للوصول الى (كراكوروم)، وأصبح مسموحاً للمركبات الصغيرة فقط. وسيكون من المجدي تمديد ذلك الممر إلى أفغانستان وإلى (فايز آباد) عاصمة مقاطعة بدخشان على مسافة حوالي 450 كيلومتراً. وهذا من شأنه أن يفتح التجارة الأفغانية الصينية ويطورها. .
ولكن جميع هذه المعابر الحدودية مغلقة الآن، وتسيطر عليها حركة طالبان. ومن المعلوم أن قوات الأمن الطاجيكية والصينية موجودة حاليا في تلك المناطق. وسيكون من الممكن توسيع وتطوير بناء البنية التحتية، وخاصة الطرق والجسور القائمة التي تربط الصين وطاجيكستان وأفغانستان. وسيؤدي هذا بلا شك إلى زيادة التجارة الثنائية والثلاثية بين أفغانستان وطاجيكستان والصين. ومع ذلك، في ظل الاقتصاد الأفغاني المدمر حالياً، والبلد في حالة عدم استقرار كبير، فإن مثل هذه المشاريع لن تتم أو يتم تمويلها حتى يهدأ الوضع. لكن هذا لا يعني بالضرورة أن الصين وطاجيكستان لن تقوما ببناء وتطوير البنية التحتية لمبادرة الحزام والطريق التي يمكن تنفيذها لاحقًا لخدمة التجارة الأفغانية المحتملة في المستقبل. وان الحل الأبسط والأقل تكلفة بالنسبة للصين للوصول إلى أفغانستان هو عبر ممر (Khunjerab) من (كاشغر) إلى باكستان، وتحسين الطرق إلى إسلام أباد وبيشاور. يمكن توقع زيادة ذلك مع عودة ظهور خط سكة حديد (كاشغر-جيلجيت) المقترح مع إدخال تحسينات أيضاً على شبكة السكك الحديدية الوطنية الباكستانية من (جيلجيت) إلى بيشاور كجزء من هذا. ومن ثم يصبح الاتصال من بيشاور إلى كابول متاحاً ومتيسراً. . .