الحرير/
بقلم/هادي جلو مرعي
يقول الرب العظيم في سورة الأنبياء الآية 30 (وجعلنا من الماء كل شيء حي).
مايفسر أن ثلاثة أرباع مساحة الأرض يغمرها الماء هو الحاجة الى مايديم الحياة على الكوكب، حيث يرى المفسرون إن الماء هو سبب إنتاج الأوكسجين سواء من خلال التمثيل الضوئي الذي تقوم به العوالق النباتية في البحار والمحيطات، أو ماتتكون منه طبقة الأوزون، وهو ذرات الأوكسجين الذي يحمي الغلاف الجوي، وهو سر مثير، بمعنى أن الماء هو سبب في وجود الأوكسجين اللازم للحياة، وليس الماء في أصله بل في ماينتجه من أوكسجين يبقينا نتنفس براحة.
تتعقد الحياة، وتغادر بساطتها المعهودة التي تعاقبت عليها أجيال من البشرية، ومع قلة عدد سكان الكوكب، وقربهم من مصادر المياه كالعيون والآبار والأنهار والشلالات والبحيرات العذبة والغدران كان الماء في المتناول، وكانت الحياة سهلة، ويمكن الحصول على الطعام، وسقي المزروعات والحيوانات، وكانت الحاجة الى الهواء البارد قليلة لكثرة النبات، وتوفر البيئة النظيفة، وندرة الغازات السامة، وبساطة العيش، وعدم التكلف، وكان الناس يعتمدون طرقا بدائية في تكييف منازلهم المبنية من الطين والأخشاب.
ومع التطور، والإنتقال من طريق عيش بدائية الى طرق حديثة، وتعود الناس على العيش المترف، وظهور الكهرباء كأهم الإكتشافات البشرية دخلت الفيزياء في تفاصيل حياة الناس، ولم يعد ممكنا الحصول على الراحة دون كهرباء. فالمستشفيات والأجهزة الطبية، وأجهزة الفحص الحديثة تعتمد الكهرباء، ولم يعد ممكنا ضمان الحصول على تعليم جيد دون حواسيب ومختبرات وكهرباء تساعد في تشغيلها، وصار الإرتفاع الحاد في حرارة الكوكب سببا في الطلب المتزايد على أجهزة التكييف التي تحتاج الكهرباء.
لم يعد ممكنا زراعة شيء، أو تطوير قطاع الصناعة دون كهرباء، وليس ممكنا مع توسع العمران، وإمتداد المدن والقرى والمزارع الوصول الى مصادر المياه بالطرق التقليدية، وصارت الحاجة كبيرة الى المضخات العملاقة لسحب المياه، ودفعها الى منازل التاس ومزارعهم، ولايمكن ضمان ذلك دون كهرباء، وإذا كان الماء سببا في وجود كل شيء فإن الحاجة ملحة الى الكهرباء التي تنقله الى نقاط بعيدة. ولابد من الهدوء، والقليل من الكهرباء للحصول على بعض الراحة.