الحرير/
بقلم/سامي التميمي
الفتوحات الإسلامية في زمن الأسلام السياسي وأختطافه من قبل شلة من العصابات وقادة وتجار الحروب ، والحقيقة ماهي إلا غزوات متوارثة من العصر الجاهلي التي كانت تمارس من قبل الكثير من القرى ضد بعضها ، والتي كانت تعد شئ طبيعي وبطولي آنذاك ، للثأر أو لأكتساب الغنائم من المال والذهب والأسلحة والأغنام والأبل والنساء ، وعندما جاء النبي محمد ص ، برسالته الأنسانية ، نهى عن ذلك وعده تصرفاً همجياً وأنتهاك لحرمات وأمن الناس ، ولكن البعض كما هو معروف ، دخلوا الأسلام ، نتيجة طمع أو خوف ، ولكنهم لم يؤمنوا بالتعاليم والقيم والمبادئ الكريمة التي جاء بها .
( الأسلام السياسي ) في عهد الدولة الأموية والعباسية والعثمانية ، كانت صورة مغايرة ومشوهة تماماً ، لما رسمه وجاء به الرسول الأكرم محمد ص ، ورسالته السمحاء النبيلة والأنسانية ، ما نعيشه الأن هو نتاج طبيعي لتلك الأثار والمخلفات ، التي أنتهجها قادة وتجار الحروب وحب المال والشهوات ، في تلك الفترات المظلمة ، والتي شهدت بعض الغموض والفتور والتذبذب في الدخول والأقتناع بالأسلام ، بل هو تحصيل حاصل ، نابع عن الخوف والجوع والذل والأجبار نتيجة الغزوات .
على العكس من بعض القرى والمدن والشعوب في أماكن متفرقة من العالم كما في أفريقيا وأسيا وأوروبا أهتدت للأسلام بفضل القناعة والثقافة وبفضل العلماء والتجار المخلصين .
لابد من الأشارة بأن أول شرارة وتثقيف وأنتشار للأسلام في أفريقيا عندما هاجر المسلمون بقيادة ( جعفر بن ابي طالب ) الملقب بــ(الطيّار) الى قرية ( النجاشي ) فكانت أول قرية يدخلها الإسلام في أفريقيا وذلك عندما طلب النبي محمد(صلى الله عليه واله وسلم) من صحابته الهجرة إلى أرض ( الحبشة) حيث كان ملكها العادل ( النجاشي ) ولد حوالي عام 560 م — وتوفي 630 م) وهو نجاشي (وهو لقب يطلق على ملوك الحبشة). وذلك بعد أن حاربت قريش رسالة النبي محمد ص في مكة.
وكذلك ماحدث في ماليزيا وأندنوسيا ، حيث دخلت تلك الدول للأسلام بدون حرب أو غزوات أو فتوحات ، أندونيسيا موقعها التجاري وخصوبة أراضيها ، فقد كانت التجارة بينها وبين الدول القريبة منها، ومسار السفن الهندية والعربية ترسو في موانئها تحمل منها وإليها البضائع المختلفة وبأسلوب المقايضة .
وقد نزل بها بعض التجار العرب والمسلمين الذين يمتازون بصفات جميلة كالنزاهة والثقة والدين والأخلاق ، للتجارة في جزيرتي سومطرة وجاوة، فكانت هذه أول مناطق دخلها الإسلام، ثم انتشر إلى سائر أجزاء منطقة أندونيسيا وماليزيا والفلبين .
حامد تشوي يونغ كيل ، ولد في كوريا الجنوبية عام 1949، وبدأ دراساته العليا عام 1970 بجامعة ( هانكوك ) للدراسات الأجنبية في العاصمة الكورية سول، وحصل على البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها عام 1975، وعلى درجة الماجستير في نفس الأختصاص عام 1982.
وفي عام 1976-1980 درس في كلية أصول الدين والدعوة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في السعودية .
في عام 1986 حصل على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية من جامعة أم درمان الإسلامية بالخرطوم، وكان موضوع رسالته بعنوان (الدعوة الإسلامية في كوريا ) .
أستطاع ذلك الكاتب والمثقف من ترجمة القرآن من العربية الى الكورية وبفضل تلك الترجمة ، أهتدى الكثير من الكوريين الى الأسلام .
ضرورة أن نعمل وفق دراسات وبحوث وأفكار ورؤى ، على محاربة فكرة ( الإسلام فوبيا ) من خلال برامجنا وحواراتنا وأمسياتنا الثقافية والأدبية والعلمية والرياضية والأجتماعية .
بعض دوائر الإستخبارات العالمية والمنظمات المشبوهة ،تحاول خلق هوة كبيرة بين الأسلام والأديان والمجتمعات الأخرى ، وتحاول ومن خلال الأعلام ، أن تعمل على جعل الأسلام ( مادة للرعب والأرهاب والفوضى والأستهتار ) من خلال عملائهم وأعلامهم وذبابهم الألكتروني .
وهنا يبرز دور الأكاديمي والمثقف العربي ومن كل الطوائف والملل والأعراق والأديان ، على توعية الشعوب وتنويرهم بأن المسيئ لاينتمي الى دين ومذهب وعرق وطائفة ووطن ، المسيئ يمثل نفسه وأن أنتمى لتلك المسميات والمجموعات .
يجب أن يكون أعلامنا بمستوى المسؤولية ويحمل رسائل طيبة وعقلانية ، وتوجيهية وتربوية وأيصال الحقائق والمعلومات للطرف الآخر وتطمينه ، بأن الأسلام دين المروءة والسماح والقيم النبيلة والكرم والأنسانية .
ضرورة دعوة وأشراك المنظمات الدولية ، والجامعات والمعاهد في مؤتمراتنا ومهرجاناتنا الدينية والثقافية والفكرية والأجتماعية والسياسية والأقتصادية . لمحاولة ردم الهوة ومحو الأفكار السيئة التي رسخها الأعلام المضاد .
نعم قد يكون لنا أتجاهات أيدلوجية وحزبية ومهنية وغيرها من الأمور ، لكن ضرورة أن نعتز ونفخر وندافع عن أوطاننا ومجمعاتنا وتاريخنا وحضارتنا وثقافتنا وأدياننا وأعراقنا ومذاهبنا ، ضد التطرف والتنمر الأجتماعي والثقافي والفكري .