الحرير/
بقلم : كمال فتاح حيدر
يحكى أن ضابطاً سأل قناصاً: ما رأيك في قناص العدو ؟. فقال: فاشل، يرمينا ويخطئ. فسأله: إذن لماذا لا تقتله ؟. فقال : أخشى أن يستبدلونه بقناص جيد فيقلتني.
العبرة: البعض يحافظون على الفاشل في منصبه حماية لأنفسهم. فلا تندهش بعد الآن عندما ترى كتائب حماية الاغبياء تعتمد الأساليب التعسفية المتسلطة لترويض الناس وجعلهم يتقبلون الفاشلين كواقع لا يثير الاعتراض، ولا تتعجب عندما تراهم يسعون لتمجيد الانتهازيين ليصبحوا محل إعجاب ومثالا يحتذى على أساس نجاحهم الاجتماعي وقدرتهم على كسب (نهب) ثروات طائلة من دون الإهتمام بمصدرها. .
سوف تستمر عمليات الترويض من خلال التحكم في تحديد نتائج السلوك، أي في تحديد ما يستدعيه من مكافأة أو عقاب. وهي آلية تستعملها معظم الأنظمة العربية لبسط نفوذها. وتعتمد هذه الآلية لتعويد الناس على أنه لا فائدة من مكافحة الفساد. وأن كل المحاولات للتصدي له مصيرها الفشل. ويمكن أن تعود بالوبال على أصحابها. فلم تؤدّ القضايا المرفوعة ضد جرائم الفساد في أغلبها إلى نتيجة، فقد خرج أغلب المتهمين فيها بأخف الأضرار، ولم تصدر الأحكام إلا على شريحة صغيرة ومختارة من فئة المستقلين الذين لا سند لهم، في حين أفلت الباقون من المحاسبة. ورغم أن الأسباب وراء ذلك كثيرة ومعقدة، أهمها مدى القدرة والرغبة في إعداد ملفات اتهام قوية وكاملة، إلا أن النتيجة واحدة. .
يحكى ان الذئب الرمادي كان على رأس قائمة المرشحين لتمثيل قطيع الأغنام في انتخابات الغابة. قال لهم: بمجرد انتخابي سأصبح من آكلي الخضروات، فبايعوه بالإجماع ماع ماع ماع. .
محزن جدا ان يضطر الشريف للتعايش مع المفسدين، والامتثال لقوانينهم. .
مشكلة المشاكل أن اللصوص والمختلسين وأصحاب الشهادات المزورة صاروا يتلقون الدعم من المتنفذين في الغابة. وسوف يأتي اليوم الذي يمنع فيه الأذكياء من التفكير حتى لا يسيئوا إلى الحمقى. .
فكلما زاد علمك في العالم السفلي اقتربت من السجن، وكلما زاد جهلك اقتربت من السلطة، وكلما زادت تفاهتك اقتربت من الشهرة. .
نادى سيدنا نوح في الحيوانات مرة واحدة فركبت السفينة، وقضى 950 سنة ينادي البشر فاختاروا الغرق. (غريزة سليمة افضل من عقل مريض). .
وثبتت امرأة فرعون وهي في بيت أكبر طاغية، وانتكست امرأة سيدنا نوح وهي في بيت أكبر داعية. (الواقع ليس عذراً). .
وطلب سيدنا إبراهيم ابنه للذبح فامتثل، وطلب سيدنا نوح ابنه للحياة فأبى. (البعض بار حد الذهول، والبعض عاق حد العجب). .