الحرير/
بقلم/هادي جلو مرعي
الجفجير واحدة من الكلمات غير العربية، ولكنها عربية الإستخدام، وقيل إنها كردية وقيل تركية، وقيل عراقية، ولافرق فالترك والفرس ماهرون في صناعة الطعام مثل مهارتنا في تناوله، وصناعة الكروش المتدلية التي تطلبت من أحد الرؤساء أن يعاقب كل مسؤول لديه كرش متدلي، وأمرهم بدخول دورات تدريب قاسية لإنزال الوزن. وعندنا مطاعم تحمل مسميات تحاكي الكروش على غرار مطعم أعجبني كتب على اليافطة في أعلاه ( دلع كرشك) والجفجير هو مغرفة كبيرة فيها ثقوب عدة تسمح بإنسياب الماء عند تقليب الرز في القدر قبل نضوج الطعام وجفاف الماء الذي يغلي فيه حتى يستوي.
الفيس بوك في العراق يشبه إعلان تلفزيوني مجاني يذيع صورا ومقاطع فديو وعبارات سخيفة عن بطولات وعبقريات ومعجزات الكبار والصغار القادة ومن عليها العادة، من هم في الريادة، ومن هم في المؤخرة ويظهرهم كفاتحين، أو محررين وزعماء للفكر والأدب والعبقريات التي لامثيل لها في هذا الكوكب سوى عندنا، فتجد أحدهم يرتدي ثيابا فاخرة، ولديه سيارة، أو سيارتين وقد وقفتا عند باب منزل مستأجر بمبلغ كبير لزوم الكشخة، و قشمرة الأتباع والمريدين، ويستعرض في بعض الأمكنة ليراه أبناء العشيرة والأصدقاء والأقارب العقارب، وليسمع كلمة حلوة من أحدهم يقول له: ياكايدهم إنت ويامولع الحته. ياكبير ياأمير مين قدك ولا مين يصل حدك.. أو أن أحدهم في مؤسسة، أو في تجارة ما، أو في وجاهة ما، أو يمتلك مالا، أو منصبا رفيعا يستعرض إذا حفر حفرة لم يحفرها هو أو وقف عن مكان طبخ طعام للفقراء ليقول كما قال الشاعر دون أن يفهم المعنى.
دع المكارم لاترحل لبغيتها
وأقعد فأنت الطاعم الكاسي
صانعو التفاهات في العراق والفارغون ومدعو البطولات, وأصحاب المناصب والذين يمتلكون الأموال ولايؤدون عملا حقيقيا, ولم يبتكروا شيئا نافعا, ولايفهمون من الحياة إلا أن تكون سيارة ومنزلا وإمرأة جميلة, أو مائة إمرأة لو إستطاع ومنصب, أو وجاهة بعنوان ما للكشخة الفارغة مؤمنا وهو محق إن فئات إجتماعية كبيرة تستوعب ذلك، وتعيش على ذلك وتؤمن بالأقوياء واللصوص، وأصحاب المناصب والمكاسب، وتتبعهم ولاتفهم لغة أخرى تكشف لهم المستور وخبايا الأمور، وإنهم تائهون ضائعون لايملكون من الحقيقة شيئا ومستمتعون بالجهل والضعف والتقوي بمن يرونه وجودا عظيما مقابل تفاهتهم، ويرفضون ما منحهم الله من معارف وعقول وقدرة على التفكير والتنظير وفهم الأشياء.
كل واحد من عشرات ٱلاف المستعرضين على منصات الأنترنت يصفهم فالح البزاز بعبارة تعليقا على مايقوم به كل واحد منهم. إنه مخترع الزرف التاسع في الجفجير.