recent
أخبار ساخنة

النتن-ياهو يجر العالم للحرب لتغطية فشله‏ الداخلي ويحاول تصدير الازمة للخارج .

الحرير/
بقلم/رامي الشمري 
المعارضة الاسرائيلية تشن هجمات على نتنياهو اقوى من تأثير هجمات المقاومة فهم يوصفون النتن- ياهو  بانه يبيع الجنود والجيش من اجل مصالحه السياسية فضلا عن ان ( زعيم المعارضة الاسرائيلية ؛ يائير لبيد يقول :  300 يوم منذ الكارثة والمختطفون تحت الأرض وكل ما تقترحه علينا حكومة نتنياهو هو حرب تلو الأخرى ، ونتعهد باسقاط حكومته ) بالاضافة الى هبوط نسب تأييد النتن-ياهو في مواقع استطلاع الرأي في إسرائيل ، وهذا يعزز فشل النتن-ياهو  داخلياً  وحتى امام جمهوره .
فهو يحاول دفع الازمة الى الخارج ولكن بدون دراسة مسبقة او تشخيص هو يريد الانتصارات السريعة التي تغطي على فشله الحكومي و السياسي.

‏فعلى الرغم من أن نتنياهو قد يبدو كالثور الهائج الذي يريد الحرب إلا أن الأمر ليس بهذه البساطة. هو يريد أن يحارب بالأمريكيين لأنها آخر حرب يعتقد بأنه سيكون بها بهذه القوة، فضلا عن الحاجة لاستعادة الردع بمقامرة مجنونة كالتي قام بها اخراً في بيروت وطهران.

لقد عزز اقتحام المستوطنين اليمينيين لقواعد الجيش الخوف من صراع داخلي عنيف وسرّع في الرغبة لعمل يضعف أعداءهم. يعني هم بالتأكيد إن أرادوا الحرب فليس بجيش منهك ومعدات ومعترضات مستنزفة، ولكنهم لاسباب كثيرة لا يستطعيون غير ذلك:‏

اهمها :- ‏
‏المستقبل :- فهو غير مضمون  في ظل تنامي قوة محور المقاومة وتذبذب امريكا مستقبلها السياسي والاقتصادي بسبب مزيج من العوامل الداخلية والخارجية واحتمال انشغالها في ميادين أخرى بين الاقتصاد وتقاسم النفوذ ، فهم يريدون الاستفادة من الشرق الأوسط طالما يمكن لهم ذلك ويعدوه خزينهم الاستراتيجي ولا يريدون خسارته لصالح الصين او روسيا التي وصلت بسياسة القضم لمراحل متطورة فيه. 

‏ من الواضح بأن الأزمة التي تعصف ببايدن بعد سحب ترشحه أضعفته كثيراً، وكامالا هاريس لا تكترث طالما المصيبة  تقع على  بايدن، فعلى الأرجح النتن-ياهو حصل على وعود من الصهاينة بالدعم، من البيروقراطيين والسياسيين ، لذلك قام بالتصعيد الكبير.

‏وهو على الرغم من ذلك، يصعب من فهم ردة الفعل هذه، يعني الاحتمال الوحيد الذي كان يمكن أن تنجح فيه هي في حال تراجع المحور، وكل المؤشرات هنا تشير إلى أنه لن يتراجع، وأن الانتظار والمراكمة منطقيا هما الخيار الأكثر حكمة، المقاومة في الوقت الحالي اقوى من مقاومة الامس من الجانب ( الدبلوماسي و الحلفاء و التاييد الدولي للمظلومية والدفاع ، فضلاً عن القوة 
العسكرية ، والسيطرة الجغرافية ) والدليل هو الضغط الدولي من خلال الاتصالات الهاتفية التي تسعى للتهدئة فضلاً عن الزيارات السرية والمعلنة . 
واخرها قبل ساعات الزيارة العاجلة لوزيري الخارجية والدفاع البريطاني الى لبنان . 



المتغير الاكبر هو  ان دول التطبيع تحولت من الاستنكار الى الادانه ،   فضلاً عن الدول العربية بل تقريباً ثلث دول العالم ادان كل افعال اسرائيل في الامم المتحدة ومحكمة العدل الدولية مما يعني ان العمل على جناحين ( دبلوماسياً و عسكرياً )  يغلب كفة المقاومة ويعني في حال حدثت حرب كبرى فلن تلقى اسرائيل ذالك التاييد الذي تروم له من قبل دول العالم .


إسرائيل حالياً في اضعف حالاتها فهي تعاني من مشكلة تعدد الجبهات وحرب الاستنزاف اليومي وليس هنالك جهة رئيسية وواضحة تحاربها ( دولة  او مجموعة دول )  وجهاً لوجه فالمقاومة منتشرة في كل المنطقة وهي اجزاء من دول  . 
 
‏يبقى الاحتمالان المنطقيان هي أنه إما كان التوقع بأن الاغتيالات ستؤدي للردع، أو التسبب بحرب تخوضها أمريكا عنهم بعد تنازل المحور عن سياسة الصبر والمراكمة.

حيث أن أمريكا نفسها لا تريد الحرب، فالحرب  مكلفة 
‏ولكن بالتأكيد لا يمكن لأمريكا أن تتخلى عن "إسرائيل" بأي شكل، ولكنها كانت تفضل أن تقف الحرب ويتم عزل المحور ورشوة أهل غزة ليتركوا حماس باموال الدول التي كانت على وشك التطبيع . 

‏و الى هذه اللحظة  لم تصل مجموعة الانزال الأمريكية لشرق المتوسط، ولواء المارينز الحالي  لا تأثير له غير المساهمة السيطرة المحدودة والمعلومات ، في وقت لم تصل  فيه حاملة الطائرات روزفلت الى الخليج وفي حال وصلت ستكون عرضة ايضاً  للصواريخ  كحال أيزنهاور ، في حال التصعيد.  ولم  يتم انشاء  جسر جوياً ضخما، ولا نقلاً للقوات . و هذا ما يجعل الموضوع أكثر غرابةً، يعني "إسرائيل" قامت بخطوة حرب اقليمية، وامريكا غير مستعدة ولا تستعد (؟؟)

(‏و هذا ما يعزز فرضية بأن الإسرائيليين يحاولون جر الامريكان) 

‏في ظل عدم وجود رغبة او قدرة للجم "إسرائيل" بسبب الحاجة للمال الصهيوني للانتخابات ، فضلاً عن  امتلاك النتن-ياهو  الكارت الاكبر لعبور للمرشح الرئاسي القادم  . 

‏بغض النظر عما ينصح بايدن الاسرائيليين به.
‏المتوقع الآن هو رد من المحور غير معروف طبيعته. 
بالرغم من التوسط والتنازلات والاتصالات من اجل ان يكون ( الرد والتصعيد ممسوك ) ومسيطر عليه ومن جهة واحدة ، واعتقد سينالون هذا ولكن سيكون اخر رد ممسوك . 

الفكرة هنا هي أن أي ضربة تسم بالردع ستدفع الاسرائيليين للرد، ليس لأنهم شجعان او مجانين، بل لأنهم مضطرون، تراجع واحد يعني تفكك "إسرائيل" وتعزيز الصراع الداخلي فيها المتاجج أصلاً. 

‏الأمور لا يمكن إلا أن تسير للأمام هنا.
‏والمعضلة هنا أمام المحور هي أن الدفع بحرب هو الخيار الأقل ربحية على مسار تحرير فلسطين، وضربة محدودة قد تعني خسارة عنصر الصدمة في حال قرر الإسرائيلي ضرب الجميع، فيما يظهر بأن ضربة قاسية ستملك احتمالا اكبر بردع الاسرائيلي عن الرد


‏يعني إذا ضربت "إسرائيل" بواحد ستضربك بعشرة، ولكن إذا ضربتها بعشرة لن تستطيع أن تضرب المحور بعشرين بدون أمريكا،  وبدخول  امريكا يدخل العالم اجمع للحرب .

‏في الواقع المحور يمكن أن يتحمل ضربات كثيرة في سبيل المراكمة الاستراتيجية ولكن "اسرائيل" لا يمكن أن تبلع ضربة واحدة لو لم تشل ،  فان اخدهم للقرار عبر الصدمة والترويع او تدفع أمريكا للجمهم.
‏مشكلة أخرى في أن الضربة المحدودة التي لا تمس بعناصر القوة كسلاح الجو، قد ترتد برد إسرائيلي عنيف

‏فتصل لنقطة الحرب التي حاولت تجنبها برد محدود بعد أن ضاع منك تأثير الصدمة والترويع بشكل نسبي في الضربة الأولى.

‏الأمور من هنا لا يمكن إلا أن تسير إلى الأمام، على الرغم من سقوط الشهداء الذين بفضلهم، نحن أقرب لسقوط "إسرائيل" الهمجية من أي وقت مضى.
google-playkhamsatmostaqltradent