recent
أخبار ساخنة

"لماذا نحُيي ذكرى واقعة الطف؟! من طوفان الطف الى طوفان الأقصى"

الحرير/
بقلم/ حيدر اياد الكعبي 
يتبادر إلى ذهن الإنسان استفهامات وأفكار وآراء بصدد مختلف المجالات ويكون على قناعة تامة او متذبذبة أحياناً وبالذات إذا كان الموضوع متعلق بالتاريخ الديني أو بأهل بيت النبوة عليهم صلوات الله وسلامه ومواقفهم الدينية والسياسية على وجه الخصوص،وهذا لهُ أسبابه التاريخية والدينية والسياسية فذكرى عاشوراء ليست ذكرى عابرة بل هي ثورة غيرت موازين الأمة الإسلامية ونبهت إلى مدى الإنحراف الذي تعيشه آنذاك وقبولها بفعل الطاغية والذل والهوان وسكوتهم ووصل الحال في سوءهِ إلى علَّية القوم فإنهم كانوا يرفعون شعار (أكل ووصوص) ودع يزيد يصنع بالأمة الإسلامية كما يحلو له ، حيث كانت هناك فئة كبيرة تقف على التّل وتبسط اليد وتأخذ الناس الى مشاركتهم الوقوف معهم واليد الأخرى تأخذ البيعه للطاغية ٠ 
ولكن الإمام الهُمام لم يقبل بذلك وعمَّد الى إيقاف مسلسل خضوع الأمة ومجاملة الباطل على حساب شرع الله ودينه٠

فالسؤال لماذا نُحيي واقعة الطف ؟؟؟٠٠٠
لانه يُعتَبر أحياء هذه المناسبة في كل عام ليس فقط للحزن على أهل البيت عليهم السلام بالرغم من أن إظهار الحزن جزء رئيس من الذكرى لكن هناك رسائل ومضامين أخرى كثيرة تُحمل في طيات هذا الكرنفال الحسيني العظيم٠

واقعة الطف حدث استوعب موقف بني أمية إتجاه قضايا الإسلام ونفاقهم وتجاوز حُكم بني العباس وجميع المراحل التي تَلّت تلك الحقبة الزمنية وصولاً إلى يومنا هذا اذاً عمق الحركة الحسينية لم يكن ذو بُعد مادي مجرد بل هو فعل وبُعد إلهي بحت خالداً ابداً وقول الامام الشهير (إني لم اخرج اشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً انما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي٠٠٠) هذا يعرفنا بحتمية المسؤولية الشرعية إتجاه أمة جده محمد صلى الله عليه وآله وسلم حيث جعلتهُ يتحرك خارج نطاق الظروف وفهمنا وتقديرنا السطحي لحال جوهر المواجهة فالمواجهة لم تكن مقتصره على بني أمية ويزيد فقط في تلك المرحلة او خاضعة لمحددات وضرورة توفر جوانب التكافؤ العسكري بل كان المراد من أن تكون مواجهة وتصدي يصعب على التاريخ والحضارة وتغابر الأزمان من لفها وطيها في النسيان ففدى الإسلام الأصيل والشرع الحنيف بالذبح العظيم وأي ذبح !! مذبحة ابناء رسول الله خاتم الانبياء والمرسلين  وإتمامهُ فريضة الجهاد في سبيل الله بشكل منقطع النظير٠

تضحية أبي عبد الله الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام جعلت الأجيال على مر العصور التاريخية تستلهم الدروس والعبًر والمعاني والقيم والمبادئ والثبات على الحق وما درس غزة ببعيد فإننا نرى اليوم الشعب الفلسطيني يقاسي ألم الفتك والقتل الصهيوني وهو معزول تماماً عن اي نصره مباشرة وهذا مشهد يأخذنا مرة أخرى متكرر إلى كربلاء الحسين عليه السلام كأنما مكتوب على الذين يدافعون عن الإسلام ومقدسات الأمة الإسلامية يذبحون بعيداً دون مناصره ولكن هيهات أن يتركوا لوحدهم مازال نهج وخط الشهيد الحسين عليه السلام موجود فالوعي الذي خطهُ الإمام الحسين عليه السلام بدمه الطاهر ظل مؤثراً في نفوس المؤمنين واستنهض الأمة حتى تأخذ دورها في التصدي لأي شر أو نفاق دون التردد والتمسك بالدنيا وعدم الجهاد في سبيل الله والخوف والاكتراث بالنتائج المترتبة من الناحية المادية والعسكرية التي طالما يتحجج بها المنافقون المحسوبين على هذه الأمة وهذا يُذكرنا بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (يوشك الأممُ أن تتداعى عليكم، كما تتداعى الآكلةُ إلى قصعتِها، فقال قائلٌ : ومن قلةٍ بنا نحن يومئذٍ ؟ ! قال : بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ، ولكنكم غثاءٌ كغثاء السيلِ، ولينزعنَّ اللهُ من صدورِ عدوكم المهابةَ منكم، وليَقذفنَّ في قلوبِكم الوهنَ، قال قائل : يا رسول اللهِ ! وما الوهنُ ؟ ! قال : حبُّ الدنيا، وكراهيةُ الموتِ) حديث صحيح ٠

وما نشاهده في جهاد كتائب عز الدين القسام وجميع محاور المقاومة الإسلامية في المنطقة وهي تتحرك وتجود بما تملك وتعمل ما عليها فعله فهذه إحدى اهم صور ونتائج ثورة الامام الحسين عليه السلام ٠

لذلك أحياء مثل هكذا مناسبة جليلة ومحورية في تاريخ الأمة وحضارتها وعمل النشاطات والبرامج والمجالس والمشي لمسافة طويلة لزيارة أربعين الإمام الحسين عليه السلام له أثر واسع في ارهاب أعداء الإسلام وكذلك تجديد واستحضار فشل وخذلان الأمة آنذاك عن نصرة إبن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله لذلك يجب أن لا يتكرر هذا الموقف وتستمر مواجهة الشر المتمثل اليوم بالشيطان الأكبر امريكا وكذلك الحركة الصهيونية الفاسدة ونتعلم الدرس الثمين من ذكرى واقعة الطف ونجهاد في الساحات الثقافية وبالكلمة والبيان والتبين فضلاً عن الجهاد العسكري بوجه الاستعمار ٠٠٠

انتهى
google-playkhamsatmostaqltradent