recent
أخبار ساخنة

البصرة بحاجة إلى زعيم يشبه مسعود البرزاني

الحرير/
بقلم : حيدر اياد الكعبي 
لم يعد ينفع انك فقط تطالب بحقوقك وتبدي امتعاضك وتعارض وتنزل الى الشارع وتتظاهر فلقد رأيتم أيها البصريين في عام ٢٠١٨ مدى تأثر الحكومة المحلية والاتحادية المركزية بالاحتجاجات بعد سقوط عشرات الشهداء من ابناء البصرة المطالبين بحقوقهم ولعل ابسطها في حينها وهو الماء الصالح للاستخدام البشري سواء للشرب او الاسالة ، تموت أطفالنا نتيجة المخلفات النفطية والغازات السامة وأيضاً بالماء الملوث السام واللسان الملحي الذي وصل إلى أراضينا ومواشينا فاماتها هي كذلك والذي لا يزال هذا الخراب ولم يتم إصلاح ملف الماء في البصرة لحد الآن ونسمع عن مشاريع الماء والسدود العظيمة ولم نراها٠
 لكننا والحمد لله نرى المقرنص والتبليط وأعمدة الإنارة ،حيث أنك تطالب ببناء مستشفيات حكومية يعطيك مقرنص!!
 ‏ أو يمنحك مستشفى أهلية تمتص دماء الفقراء!!
 ‏تطالب ببناء مدارس يعطيك مقرنص مرة أخرى!!
 ‏ تقول له وفر فرص عمل فيجلب لك كبسه  مقرنص امام بيتك!! 
 ‏او يقول لك قدم على رابط تعيينات التربية!!
 ‏ أيها المسؤول يا شاطر إذا لم يكن هناك مدارس فأين أذهب بآلاف الشباب؟!
 ‏
ولربما لكي يُحل الأمر تقوم هذه الحكومة بتشغيل الشباب بإحصاء عدد المقرنص الذي تم فرشهُ في عموم أرض البصرة ولو استطاعوا لقرنصوا شط العرب هو الآخر لكنهُ نجا منهم بأعجوبة!

 يالا المقرنص العجيب كم تمنيت أن اكون مقرنصاً حتى اكون على بال الحكومة دائماً!!٠

أن تلك الاحتجاجات الشعبية في هذه المحافظة المعطاء قد اتت أُكلها بلا أدنى شك فلولا دماء شهداء شباب البصرة وتضحياتهم في تلك المرحلة  لما استطاعت الحكومة المحلية في وقتها أن تجلب للبصرة ولو (ربع)دينار عراقي فقط  وعسى أن لا ينسى المسؤول هذا الفضل الكبير
 وأيضاً كونت حركة الاحتجاجات مصداً شرساً بوجه الأحزاب والقوى السياسية في البصرة وجعلت الحكومة المحلية تعمل بأريحية لغرض إطفاء فورة الشارع وهذا ما رأينا في جلسة البرلمان بحضور رئيس الوزراء العراقي في وقتها السيد حيدر العبادي وكيف حصلت البصرة على تأييد بغداد بالكامل نتيجة قوة وعزيمة وإرادة أهل البصرة وليس لسواد عيون البصريين ٠

 ‏وبعد تلك المعانات نرى اليوم تكرار الإهمال مرة أخرى لهذه المدينة ونرى الطبقة السياسية قد شنفت مرة أخرى بوجهها عن البصرة وهي تعتقد أنها أصبحت في حالة مرآن على موضوع الاحتجاجات رغم تأثيرها الكبير فإنهم اصبحت لديهم لياقة إتجاه استيعاب موج التظاهرات واستخدام مختلف الوسائل لاطفاءها ،فمَّعول التظاهرات لم يعد كافي فإننا بحاجة الى مّعول سياسي يطرق جدران الفساد ويدق مضاجع الفاسدين وينتزع حقوق البصرة٠

 أنكم ترون كيف تتعامل ساسة بغداد مع شمال العراق وأن إقليم كردستان العراق يتمتع بحال يعد من أفضل أحوال جميع المحافظات العراقية وهي معاملة الشريك صاحب السهم الاكبر وهذا يعود إلى قوة المفاوض السياسي الكردي مع بغداد ويرجع الى تمتعهم بحقهم القانوني في إقامة إقليم خاص بهم لاتنزاع كامل حقوق شمال العراق وهو كان متفق عليه في زمن المعارضة ضمن سياق التفاهمات عن كيفية إدارة العراق الجديد بعد سقوط النظام البعثي آنذاك فالشروگيين السياسين أوفياء للاقليم ويا ليتهم وفوا إلينا ولكنهم سيرُغمون ولو بعد حين٠
 ‏
نحن بحاجة إلى زعيم يشبه مسعود البرزاني للوقوف بوجه المركز ٠٠

وجميعكم شاهد الزيارة الأخيرة للزعيم الكردي السيد مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الى بغداد رأينا حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة العربي الاصيل فذلك يدعوه للغداء وهذا يؤكد على يكون حاضراً لديه على العشاء وعلى هذا المستوى من التناغم السياسي لا بأس به إذا كان ذلك في مصلحة الوطن، وأنا على الصعيد الشخصي احترم الشخصية الكردية التي تعمل على تحقيق مصالح شعبها٠

لكن هناك مفارقه كبيرة جداً بين صورتين مؤلمتين فعندما كان رئيس مجلس الوزراء في زيارة من ايام الى مدينة البصرة لافتتاح أحد المشاريع النفطية الخاص بقطاع التصفية رأيتم كيف تعاملت حمايات رئيس الحكومة مع أحد المسؤولين في البصرة ولعلكم لاحظتم ذلك في الاعلام للعلم هذا المشروع مكتمل من ايام طويلة لكن أرادوا خطف هذا اللقطة وهو يقع ضمن الشو الإعلامي لحكومة الإنجاز المزعومة، فنرى الفرق كبير جداً بين  استقبال رئيس حزب كردي وبين منع مسؤول بصري من استكمال المشاركة في افتتاح مشروع مع رئيس الحكومة ، 


فهنا علينا إعادة النظر في التعامل السياسي والتعاطي مع ساسة بغداد فليس من الصحيح أن تبقى البصرة فهذا الاعتبار الهش أمام القيادات السياسية الهرمة وعلينا أنا ناخذ الدور الكامل ونعمل على تأسيس جبهة سياسية وطنية بصرية تحقق التوازن السياسي والاقتصادي لأهل البصرة وهذا لا يكون إلا من خلال العمل على جيل سياسي جديد يؤمن بالتنمية والبناء ويعتقد ببناء البشر قبل بناء الحجر و(بعض) القيادات البصرية الحرة تريد ذلك لأتنزاع كامل الحق البصري المسلوب 
فنحن بحاجة إلى زعيم يشبه البرزاني في تصديه السياسي امام الحكومة الاتحادية ويجعل بغداد تعيد حسابتها مع الفيحاء وتتعامل مع البصرة معاملة الشريك صاحب السهم الاكبر والبصرة تمتلك القدرة البشرية والاقتصادية والاجتماعية على هذه الصناعة، ولا بد لنا كبصريين دفع الظلم والاضطهاد والظالمين عن مدينتنا ولكن بأسلوب جديد ونستخدم العصا السياسية والاقتصادية حيث بين الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم {ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين} (البقرة:251) 
وهي الآية التي ختم الله تعالى بها قصة طالوت، الملك الذي اختاره الله لبني إسرائيل، فخاض بهم الصراع مع جالوت الطاغية.
ويبدو جليا من سياق الآية الكريمة أنها تكشف عن سنة من السنن الإلهية الماضية، يمكن أن نسميها (سنة التدافع) التي تكشفت أهمية التحرك والعمل على دفع الطغاة واحقاق الحق٠
انتهى
google-playkhamsatmostaqltradent