الحرير/
بقلم/حسين الذكر
دعونا نقرا ما بين السطور بنوايا حسنة غاياتنا فيها وجه الله وبناء دولتنا كما نتمنى جميعا سيما في القطاع الرياضي الذي غدى لبعض الدول يعد قطاع حياة ومال واقتصاد وهوية وسلاح ناعم ... فضلا عن كونه ترفيه وصحة مجتمعية وتمثيل دولي .. هذا وغيره الكثير مما اعترى الملف الرياضي عامة وكرة القدم خاصة خلال سنوات خلت .. مما يجعل أهمية التطرق اليه بروح رياضية ووعي معمق بعيدا عن الاصطفاف والفئوية والاحكام المسبقة المعززة بروح التشفي المبطن بالمصالح الشخصية .
دعونا نطلع على نقطتين أساسية يمكن من خلالها نهيء مدخل ضروري للاعتلاج والتفاعل مع النص لبلوغ هدف اسمى يهمنا جميعا .
أولا: ما هو الاحتراف .. هو عملية الإفادة القصوى مما بلغه شان الرياضة وتوظيفه بطرق امثل لمصلحة الوطن العليا عبر ما يسمى بصناعة المال وما يتبعه من عمليات تطوير البنى التحتية وتوفير فرص عمل لشريحة اكبر .. اضافة الى مداخيل مالية اهم واحدث لميزانية الدولة وتطوير قدرات الموهبين والعاملين بالقطاع الرياضي بما يعزز ويشيع ثقافة وطنية متقدمة .. فضلا عن تحقيق الإنجاز الرياضي وحسن تمثيل البلد بالمحافل الدولية وغير ذلك الكثير .
ثانيا : ان احراز البطولات الإقليمية والاقل والاكبر منها ب( الفلتة ) لا يمكن عده تطورا للملف الرياضي عامة .. بمعنى ان النتائج ليس هي المعيار الوحيد للتقييم والتقويم .. فقد احرزنا بطولة اسيا 2007 ولسنا الأفضل بل انها غدت وبال على منتخباتنا وانديتنا التي تدنت اسيويا وعربيا بشكل غير مسبوق .
دعونا نلقي نظرة على الاحتراف في المانيا وإيطاليا باعتبارهما من الدول المتقدمة جدا في الاستراتيج الرياضي والتخطيط والتنفيذ الاحترافي .. المانيا بطلة المونديال اربع مرات والمرشحة لاحراز كاس العالم لبطولتي 2018 و2022 خرجت من الدور الأول .. كما ان إيطاليا بطلة كاس العالم اربع مرات والمرشحة لاحراز اللقب العالمي أخفقت ببلوغ نهائيات كاس العالم لعام 2018 و2022 .. مع وقع الحسرة والصدمة الا انه لم تنصب المشانق ولم تخرج المظاهرات ولم يسقط الاتحاد ولم تتدخل الحكومات .. وذلك بسبب العلاقة الراسخة بين المؤسسات والجماهير والممارسين فضلا عن سيادة وحاكمية القوانين .. والثقة المطلقة بالمؤسسة الكروية على انها تعمل لمصالح البلد العليا ويقودها من هم اهلا لها وانها على الطريق الصحيح وان ما يحدث هو مجرد كبوات تستحق الدراسة والتشخيص والتصويب ..
ما نريد قوله : ( ينبغي ان يكون ضخ الأموال حد العشوائية او الانتقائية غير المؤطرة بما يلزم تحت عنوان الرياضة لا يمكن ان يؤدي الى تفليش المؤسسات باسم الدعم الرياضي . او تكريش الافراد على حساب المجموع ) . ان بعض ذلك يدخل جنبة الايهام المتعمد حد استغلال النوايا الحسنة والظروف المتاحة .. فالاحتراف جوهره صناعة المال ويصب في مصلحة الوطن العليا ولا يشمل كرة قدم فحسب بل جميع أنواع الممارسات والنشاطات الرياضية فضلا عن امتداده لجميع مفاصل الحياة .. وهذا اهم ما فيه .. وما ينبغي ان يدرك من قبل المسؤول .. قبل غيره ..
والله من وراء القصد وهو ولي الامر والتوفيق .