الحرير/
بقلم/محمد فخري المولى
الفن العراقي والممثلين العراقيين لهم حضور مميز لدى المواطن سواء بالبيت فالجميع يتابع المسلسات والبرامج عن طريق التلفاز او بالمسرح او دور العرض.
الفنانين العراقيين كان لهم بصمة واثر بقلوب كل من يتابع منذ انطلاق الاعلام المرئي عن طريق محطات التلفاز الرسمية الى عام ٢٠٠٣.
بالمناسبة حتى الدخول البسيط للستلايت لبعض القنوات بحقبة التسعينات لم تغير المشهد كثيرا،
استمر حب المواطنين للفنانين الرصينين ولم يؤثر على محبتهم دخول الطارئين على الفن، محبتهم لانهم عزيزي النفس واصلاء .
اما الفن فهو مهنة محترمة وليست سلعة رخيصة.
قد يكون البعض انحرف او سار مع موج الطشة بما لها وعليها، لكن السواد الاعظم بقى محافظ على احترام فنه واحترام نفسه واحترام جمهوره وهو سر استمرار المحبة حتى بعد افول نجم التلفاز المحلي ودخول الستلايت والمحطات الفضائية وشركات الاعلام والانتاج كمنافس وضيف بدون دعوة بكل بيت.
هذا هو الاطار العام لما ينظره المواطن للفنان وهو واقع حال عام،
الحياة العائلية وتحديدا بالوضع الاقتصادي المالي لعموم الفنانين ليس ممتاز فهم موظفين ضمن السلم الوظيفي لموظفي القطاع الحكومي،
هذا الامر قد يكون بحقبة الثمانينات جيد لان الموظف الحكومي مدخوله الاقتصادي المالي (الراتب) متوافق مع متطلبات الحياة للعائلة.
التسعينات كان اول مسمار بنعش الوظيفة العامة، لانه لم تعد الحياة يسيرة بغلاء للاسعار لانه ببساطة الراتب لا يكفي لمتطلبات العائلة البسيطة الاساسية، انطلاق الفنانين الى سوق العمل،
حاول بل اجاد البعض الحفاظ على فنه واسمه الفني فرضا باي عمل شريف للمثال الكبير مقداد عبد الرضا كان وما زال يبيع الكتب بشارع المتنبي، اما جاسم الشيخلي ومكي عواد وعبد الستار البصري رحمهم الله فكانت لهم سبوبة رزق بسيطة وهم سعداء بها .
لكن وما ادراك ما لكن عام ٢٠٠٣ تغيرت الرؤية للفن والفانين فكانت المهنة واهلها مهب الريح بعد افول نجم وزارتهم ودورها وكذلك دور نقابتهم،
لذا تشتت الفن والفنانين بسقاع الارض ومن بقي ان استطاع ان يتناغم بشكل او اخر مع الاحداث مضى، والا اهمل وكان بطي النسيان.
ختاما كل من ظهر على الشاشة الصغيرة له اثر وتاثير على المتلقي (المشاهد) والذاكره تمتلى بعشرات الصور لهولاء الفنانين الرصينين من كلا الجنسين، نتمنى من الحكومة ان ترعاهم بحياتهم
الا ان نستذكرهم عند موتهم فقط ، وما الراحل عبد الستار البصري الا حالة خاصة لمئات الحالات التي فقدت لموتها بدار الغُرب مثل الفنانة نادية رحمها الله او ضاعت وتشتت العدد الاخر بسبب اضواء البلوكرات والفانشستات مثلما حدث بمهرجان الهلال الاخير.
انظروا للفن والفنانين بعيون ثاقبة مهنية،فهم اداة مؤثرة بالمجتمع والاسرة لو اُحسن استخدامها.